صيانة أسرتِكِ 


اعزكِ الله جلّ جلاله بعزة السعادتين في الدارين.
اعلمي، يا حبيبتي، ان اسرتك ميدانك الاول، والثاني... والاخير، عليكِ بصيانته وحفظه ورعايته... وتقديمه على سائر الامور الاخرى.
وهذا لا يمنعك من القيام بأمور اخرى.

عزيزتي،
ماذا ينفعك لو ربحتِ القاباً ومناصب وشهرة ومدحاً، وجلوساً في الصفوف الاولى، ومجاملات، وارتقاء المنابر، واستهداف المصورين... ثم خسرتِ اسرتكِ؟
فأوجبتِ على نفسك ما لم يوجبه الله تعالى عليكِ، واهملتِ ما اوجبه سبحانه عليكِ
أرأيتِ عاقلاً يقوم لصلاة الليل، ويترك صلوات الفريضة، او يصوم استحباباً، ويترك شهر رمضان؟

انت جنّةُ زوجك التي يحب اللجوء اليها، فيها يرتاح بصرفه وتنجلي بصيرته.
عزيزتي، حماكِ الله جلّ جلاله مما يباعدكِ عنه، وتولاكِ مما يقربكِ منه.
كما انه يستحب لك، وانت فاعلة ان شاء الله تعالى، ان تنوي القربة اليه سبحانه في كل ذهاب واياب، وسكون وعمل، وحركة ونظر... كذلك عليكِ بها (نية القربة) في كل عمل منزلي تقومين به، وبذلك تنالين من الثواب ما لا يعدّه العادّون.

أرأيتِ لو كنتنّ رفيقات ساكنات بعضَكنَّ الى بعض، كيف تتقاطر الحسنات على من تُكثِر الخدمات؟
فكيف لو كان الامر مع الزوج، الذي سبق فيما تقدّم من صفحات، عن الشأن الذي جعله ربّ العزّة فيه... ومع اولادك الذين هم جزءٌ منك، بل بعضك، بل كلّك؟

لا تستمعي لما قد يقوله البعض من انّ عمل الزوجة في منزلها ليس واجباً أليس في هذا تكريم الهي في ان يبادر كلٌّ من الزوج تجاه زوجته، والعكس، الى خدمة الآخر دون حساب او حدّ وفي ذلك تطهير وتهذيب وتدريب للنفس وايثارٌ وانسجام؟
اكثر الناس مقاييسهم دنيوية، وانتِ مقاييسك اخروية.
لا تتعاملي كموظفة، وهو الشائع اليوم، تحاسِب الى هذه الدنيا، لعلمها انها دار ممر، وان الآخرة منتهاها ومبتغاها، وان كلّ حركة تصدر منكِ كأنّها تسبيح وتذكير.
والله عزّ وجل لا يضيّع اجر المحسنين، ويسمع ويرى.
"أيّما امرأة خدمت زوجها سبعة ايام، اغلق الله عنها سبعة ابواب النّار، وفتح لها ثمانية ابواب الجنّة تدخل من ايّها شاءت".

*كتاب رسالة إلى إبنتي ,للسيد سامي خضرة.