مقتدى الصدر .. تشويه شعار الاصلاح
#مقتدى_الصدر .. تشويه شعار الاصلاح
سليم الحسني
نشر الدكتور فخري مشكور مقالاً بعنوان (مقتدى الصدر يؤدب الكتاب والمثقفين ) تحدث فيه عن حالة الخوف التي استطاع مقتدى واتباعه زرعها في قلوب الكتاب والمثقفين، بحيث يتخلى بعضهم عن نقده، ويمتنع البعض الآخر عن التفكير في الكتابة عنه حرصاًعلى أمنه الشخصي وسلامة عائلته.
هذا الجانب معروف وهو موضع اتفاق بين كل من جرّب الكتابة عن مقتدى الصدر، فهناك مجرمون عتاة لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم، لتثبيت زعامة قائدهم وفرضه كقدر محتوم على الشعب العراقي. وقد استحسن مقتدى هذا السلوك وباركه، فلم تصدر منه اي كلمة ولو على سبيل التغطية لمنع اتباعه من التهديد والشتائم والبذاءة اللفظية، بل أنه نفسه كتب تهديداً لأحد الأشخاص بالسكوت أو إسكاته (بطرق ظاهرية وباطنية) على حد قوله.
لكني أضيف على ما كتبه الدكتور مشكور، بأن مقتدى أسهم في الأشهر الأخيرة في نشر ظاهرة سيئة بين اوساط المثقفين، وذلك عندما أغراهم باحتمال أن يولّي بعضهم مناصب مهمة في الدولة عن طريق الترشيحات التي يقدمها لشغل مناصب رفيعة. مما جعل هذا البعض من المثقفين، يُمنّي نفسه بأن السكوت على فوضوية مقتدى، يمكن أن تُجازى بمنصب كبير. لا سيما وانه قدم الدليل العملي الميداني على ان اختياراته للوزراء وكبار المسؤولين لا تقوم على ضوابط التخصص والكفاءة، إنما على اساس الولاء والطاعة لشخصه. فلقد جعل من أحد أفراد حمايته محافظاً للعاصمة بغداد، وأدخل أحد سائقي سياراته عضواً في البرلمان، ومنح المتورط بجرائم الاختطاف والقتل منصب وكيل وزارة الصحة، ثم نائباً في البرلمان ورئيساً للجنة الأمن والدفاع، ولا تزال قضاياه عالقة في المحاكم، يخشى القضاة فتحها لأن القتل سيُنهي حياة أي قاض يتولاها.
كما أنه اشترط ان يصوت لتشكيلة حكومة العبادي، على أن يتولى بهاء الأعرجي منصب نائب رئيس الوزراء، وهو الذي تتجمع عليه ملفات الفساد مع كل يوم، حتى اضطر مقتدى ان يرتب له حكاية الاستجواب في (الحنانة) ومن ثم منحه شهادة تزكية وبراءة ونزاهة. وقد فرح اتباعه بهذه النتيجة، لأن الحفاظ على طاعة زعيمهم، أهم بكثير من استرداد حقوقهم وحقوق الفقراء المسروقة وكشف الفاسدين.
...
وثمة جانب آخر يقوم به مقتدى يتمثل في تشويه شعار الإصلاح، وهو شعار لا يمكن ان يرفعه مثل مقتدى، لأنه مشارك في العملية السياسية منذ بدايتها، وهو جزء من التشكيلة القيادية التي تتحكم بالدولة والمناصب والصفقات والمحاصصة، في حين أن من يطالب بالاصلاح، يجب ان يكون من خارج هذه المنظومة الفاسدة، أو ان ينسحب منها كلياً من البرلمان والحكومة والتشكيلات والمناصب المهمة. وهذا ما لم يفعله مقتدى، بل انه أحبط عملية إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري، وصوتت كتلته لصالح اعادته وتثبيته في أوج ايام المعارضة والمطالبة بالاصلاح.
يسير مقتدى على خطوات محددة، لا تنسجم مع طريقة تفكيره، وكان ذلك واضحاً في ايام الاحتجاج والاعتصام، وبربط حلقاتها يبدو واضحاً أنه كان يريد ارباك العملية السياسية المرتبكة اساساً، فمارس هذا الدور داخل الوسط الشيعي.
...
يستعد مقتدى لعملية تصعيد جديدة، ينشر فيها الفوضى، وبذلك سيحيط اليأس بالمواطن العراقي من كل الجهات، وستتحول كلمة الاصلاح الى مفردة مستهجنة مثل غيرها من الشعارات. وعند ذاك لن تكون إلا الفوضى داخل الوسط الشيعي هي السائدة، وهذه الحالة هي مثالية بالنسبة له، من جهة قوته الميدانية بمجاميع الاتباع البسطاء الذين يمتثلون لأوامره، والذين يقودهم رجال يجيدون الجريمة والعنف.
@لؤي عبد الواحد
منتديات @المخرج علي العذاري غير مسؤولة عن النص و مضمونه جميع ما يرد هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه
#مقتدى_الصدر .. تشويه شعار الاصلاح
سليم الحسني
نشر الدكتور فخري مشكور مقالاً بعنوان (مقتدى الصدر يؤدب الكتاب والمثقفين ) تحدث فيه عن حالة الخوف التي استطاع مقتدى واتباعه زرعها في قلوب الكتاب والمثقفين، بحيث يتخلى بعضهم عن نقده، ويمتنع البعض الآخر عن التفكير في الكتابة عنه حرصاًعلى أمنه الشخصي وسلامة عائلته.
هذا الجانب معروف وهو موضع اتفاق بين كل من جرّب الكتابة عن مقتدى الصدر، فهناك مجرمون عتاة لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم، لتثبيت زعامة قائدهم وفرضه كقدر محتوم على الشعب العراقي. وقد استحسن مقتدى هذا السلوك وباركه، فلم تصدر منه اي كلمة ولو على سبيل التغطية لمنع اتباعه من التهديد والشتائم والبذاءة اللفظية، بل أنه نفسه كتب تهديداً لأحد الأشخاص بالسكوت أو إسكاته (بطرق ظاهرية وباطنية) على حد قوله.
لكني أضيف على ما كتبه الدكتور مشكور، بأن مقتدى أسهم في الأشهر الأخيرة في نشر ظاهرة سيئة بين اوساط المثقفين، وذلك عندما أغراهم باحتمال أن يولّي بعضهم مناصب مهمة في الدولة عن طريق الترشيحات التي يقدمها لشغل مناصب رفيعة. مما جعل هذا البعض من المثقفين، يُمنّي نفسه بأن السكوت على فوضوية مقتدى، يمكن أن تُجازى بمنصب كبير. لا سيما وانه قدم الدليل العملي الميداني على ان اختياراته للوزراء وكبار المسؤولين لا تقوم على ضوابط التخصص والكفاءة، إنما على اساس الولاء والطاعة لشخصه. فلقد جعل من أحد أفراد حمايته محافظاً للعاصمة بغداد، وأدخل أحد سائقي سياراته عضواً في البرلمان، ومنح المتورط بجرائم الاختطاف والقتل منصب وكيل وزارة الصحة، ثم نائباً في البرلمان ورئيساً للجنة الأمن والدفاع، ولا تزال قضاياه عالقة في المحاكم، يخشى القضاة فتحها لأن القتل سيُنهي حياة أي قاض يتولاها.
كما أنه اشترط ان يصوت لتشكيلة حكومة العبادي، على أن يتولى بهاء الأعرجي منصب نائب رئيس الوزراء، وهو الذي تتجمع عليه ملفات الفساد مع كل يوم، حتى اضطر مقتدى ان يرتب له حكاية الاستجواب في (الحنانة) ومن ثم منحه شهادة تزكية وبراءة ونزاهة. وقد فرح اتباعه بهذه النتيجة، لأن الحفاظ على طاعة زعيمهم، أهم بكثير من استرداد حقوقهم وحقوق الفقراء المسروقة وكشف الفاسدين.
...
وثمة جانب آخر يقوم به مقتدى يتمثل في تشويه شعار الإصلاح، وهو شعار لا يمكن ان يرفعه مثل مقتدى، لأنه مشارك في العملية السياسية منذ بدايتها، وهو جزء من التشكيلة القيادية التي تتحكم بالدولة والمناصب والصفقات والمحاصصة، في حين أن من يطالب بالاصلاح، يجب ان يكون من خارج هذه المنظومة الفاسدة، أو ان ينسحب منها كلياً من البرلمان والحكومة والتشكيلات والمناصب المهمة. وهذا ما لم يفعله مقتدى، بل انه أحبط عملية إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري، وصوتت كتلته لصالح اعادته وتثبيته في أوج ايام المعارضة والمطالبة بالاصلاح.
يسير مقتدى على خطوات محددة، لا تنسجم مع طريقة تفكيره، وكان ذلك واضحاً في ايام الاحتجاج والاعتصام، وبربط حلقاتها يبدو واضحاً أنه كان يريد ارباك العملية السياسية المرتبكة اساساً، فمارس هذا الدور داخل الوسط الشيعي.
...
يستعد مقتدى لعملية تصعيد جديدة، ينشر فيها الفوضى، وبذلك سيحيط اليأس بالمواطن العراقي من كل الجهات، وستتحول كلمة الاصلاح الى مفردة مستهجنة مثل غيرها من الشعارات. وعند ذاك لن تكون إلا الفوضى داخل الوسط الشيعي هي السائدة، وهذه الحالة هي مثالية بالنسبة له، من جهة قوته الميدانية بمجاميع الاتباع البسطاء الذين يمتثلون لأوامره، والذين يقودهم رجال يجيدون الجريمة والعنف.
@لؤي عبد الواحد
منتديات @المخرج علي العذاري غير مسؤولة عن النص و مضمونه جميع ما يرد هنا يعبر عن وجهة نظر كاتبه