زيارة الإمام الباقر عليه السلام


زيارة الإمام الباقر عليه السلام

روي عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ عليهما السلام أنّه قال: "من زار جعفراً وأباه لم يشتك عينه, ولم يصبه سقم, ولم يمت مبتلى".

وعن زيد الشحّام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما لمن زار أحداً منكم؟ قال: "كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله"1.

ويزار عليه السلام بما ورد في زيارة أئمّة البقيع عليهم السلام:

"السلام عليكم أئمّة الهدى، السلام عليكم أهل التقوى، السلام عليكم الحجّة على أهل الدنيا، السلام عليكم القوّام في البريّة بالقسط، السلام عليكم أهل الصفوة، السلام عليكم أهل النجوى، أشهد أنّكم قد بلّغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله, وكُذّبتم وأُسيء إليكم فغفرتم، وأشهد أنّكم الأئمّة الراشدون المهديّون، وأنّ طاعتكم مفروضة، وأنّ قولكم الصدق، وأنّكم دعوتم فلم تجابوا وأمرتم فلم تطاعوا، وأنّكم دعائم الدين وأركان الأرض, ولم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب كلّ مطهّر, وينقلكم من أرحام المطهّرات, لم تدنّسكم الجاهليّة الجهلاء, ولم تشرك فيكم فتن الأهواء، طبتم وطاب منشأكم, منَّ بكم علينا ديّان الدين, فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم رحمة لنا, وكفّارة لذنوبنا، إذ اختاركم لنا, وطيّب خلقتنا بما منَّ به علينا من ولايتكم، فكنّا عنده مسمّين بعلمكم وبفضلكم, معترفين بتصديقنا إيّاكم، وهذا مقام من أسرف وأخطأ, واستكان وأقرّ بما جنى, ورجا بمقامه الخلاص, وأن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الردى. فكونوا لي شفعاء, فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدنيا, واتخذوا آيات الله هزواً, واستكبروا عنها، يا من هو ذاكر لا يسهو, ودائم لا يلهو, ومحيط بكلّ شيء، لك المنّ بما وفّقتني, وعرّفتني بما ثبّتني عليه، إذ صدّ عنه عبادك, وجحدوا معرفتهم, واستخفّوا بحقّهم, ومالوا إلى سواهم، فكانت المنّة لك ومنك عليّ, مع أقوامٍ خصصتهم بما خصصتني به, فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي مذكوراً مكتوباً, ولا تحرمني ما رجوت ولا تخيّبني فيما دعوت".

وادع لنفسك بما أحببت ثمّ تصلّي ثمان ركعات إن شاء الله.

فإذا أردت الانصراف فقف على قبورهم وقل: "السلام عليكم أئمّة الهدى ورحمة الله وبركاته، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام، آمنّا بالله وبالرسول وبما جئتم به ودللتم عليه، أللهم فاكتبنا مع الشاهدين".
ثمّ ادع الله كثيراً واسأله أن لا يجعله آخر العهد من زيارتهم2.

1- الطوسيّ: تهذيب الأحكام ج 6 ص 78- 79.
2- المصدر السابق ص 79- 80.