مجلس استنهاض الحجّة عجل الله فرجه الشريف


((مجالس عزاء))
أَتَقَرُّ وَهْيَ كَذَا مَرُوْعَهْ
لَكَ عَنْ جَوىً يَشْكُوْ صُدُوْعَهُ
رِكَ أَيُّهَا الْمُحْيِي الشَّرِيْعَهْ
ـمُّلُ غَيْرَ أَحْشَاءٍ جَزُوْعَهْ
وَشَكَتْ لِوَاصِلِهَا الْقَطِيْعَهْ
هُدِمَتْ قَوَاعِدُهُ الرَّفِيْعَهْ
وُأُصُوْلُهُ تَنْعَىْ فُرُوْعَهْ
ـأَرْوَاحُ مُذْعِنُةٌ مُطِيْعَهْ
ـلِ بِكَرْبَلَا فِيْ خَيْرِ شِيْعَهْ
تَ لِوَقْعَةِ الطَّفِّ الْفَظِيْعَهْ؟
بِأَمَضَّ مِنْ تِلْكَ الْفَجِيْعَهْ؟
خَيْلُ الْعِدَىْ طَحَنَتْ ضُلُوْعَهْ
ظَامٍ إَلَىْ جَنْبِ الشَّرِيْعَهْ
ـدِ مُخَضَّبٌ فَاطْلُبْ رَضِيْعَهْ1 أَللهَ يَا حَامِيْ الشَّرِيْعَهْ
بِكَ تَسْتَغِيْثُ وَقَلْبُهَا
مَاتَ التَّصَبُّرُ فِيْ انْتِظَا
فَانْهَضْ فَمَا أَبْقَى التَّحَـ
قَدْ مَزَّقَتْ ثَوْبَ الْأَسَى
كَمْ ذَا الْقُعُوْدُ وَدِيْنُكُمْ
تَنْعَىْ الْفُرُوْعُ أُصُوْلَهُ
فَاشْحَذْ شَبَا عَزْمٍ لَهُ الْـ
وَاطْلُبْ بِهِ بِدَمِ الْقَتِيْـ
مَاذَا يَهِيْجُكَ إِنْ صَبَرْ
أَتُرَىْ تَجِيْءُ فَجِيْعَةٌ
حَيْثُ الْحُسَيْنُ عَلَىْ الثَّرَىْ
قَتَلَتْهُ آلُ أُمَيَّةٍ
وَرَضِيْعُهُ بِدَمِ الْوَرِيْـ

شعبي:
وللمصارع ذيك بعيونك تشوف
اوحاله يالمهدي يذوّب مهجتك
على النهر مطروح وبعينه السهم
والعمود ابراس ابو فاضل فتك
أكثر او أكثر يبو صالح واشد
اتشوفه مذبوح او يزوّد ونتك
من تشوف حسين مقطوع النحر
هالمصيبة اعليها تسكب دمعتك
من مشت زينب أسيرة ويّه الغرب
ابولية العدوان راحت عمتك اشلون حالك من تصل وادي الطفوف
اوشفت عباس مقطوع الكفوف
عمك العباس يا راعي الشيم
اكفوفه يمّه امقطعه او يمّه العلم
هاي صورة اتشوفها او صورة بعد
فوق صدر حسين طفل البالمهد
واليزيدك سيدي اهموم وقهر
اوجالت الخيل اعلى صدره والظهر
والمصيبة المنها يلتاع القلب
ريت كون اتشوفها بذاك الدرب

أبوذيّة:
راعي الثار ما يظهر علامه وينشر للدنا نوره علامه
درى بمتون عماته علامه بضرب سياط زجر وجور اميّه

الإمام الحجّة عجل الله فرجه الشريف ، هو الحامل لمصائب آبائه وأجداده، وخصوصاً مصيبة الإمام الحسين عليه السلام ، فهو المنتقم له والطالب بثاره.
ففي الكافي بسنده عن محمّد بن حمران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لمّا كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، ضجّت الملائكة إلى الله بالبكاء وقالت: يفعل هذا بالحسين صفيّك وابن نبيّك؟ قال: فأقام الله لهم ظلّ القائم عليه السلام وقال: بهذا أنتقم لهذا.
وعن الباقر عليه السلام في كيفيّة تعزية المؤمنين بعضهم لبعض بمصيبة الحسين عليه السلام ، أنّهم يقولون: "عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام ، وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثاره مع وليّه الإمام المهديّ من آل محمّد صلى الله عليه وآله وسلم.

وفي دعاء الندبة: أين الطالب بدم المقتول بكربلاء..

يبو صالح جزاك العتب واللوم تظل صابر على أخذ الثار لليوم
يا هو المن هلك راح مظلوم يو مذبوح يو مقتول بالسم
عجب كل العجب منك يمحجوب ما تنهض تقيم اعليها الحروب
نسيت اللي سبوها اوقطعت ادروب يو ناسي الضلع لمّن تهشّم

سيّدي يا صاحب الزمان، أنت المعزّى بجدّك الحسين عليه السلام ، والنادب له، والراثي لمصيبته.. استمع أيّها الموالي لإمام زمانك كيف يخاطب جدّه الحسين عليه السلام ، فيما يُروى عنه، في زيارة الناحية المقدّسة:
"..السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخدّ التريب، السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب..".

"السلام عليك، سلام العارف بحرمتك، المخلص في ولايتك، المتقرّب إلى الله بمحبّتك، البريء من أعدائك، سلام من قلبه بمصابك مقروح، ودمعه عند ذكرك مسفوح، سلام المفجوع المحزون، الواله المستكين.

سلام من لو كان معك بالطفوف لوقاك بنفسه حدّ السيوف، وبذل حشاشته دونك للحتوف، وجاهد بين يديك، ونصرك على من بغى عليك، وفداك بروحه وجسده، وماله وولده، وروحه لروحك فداء، وأهله لأهلك وقاء.

فلئن أخّرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً، ولمن نصب لك العداوة مناصباً، فلأندبنّك صباحاً ومساءً، ولأبكيّن عليك بدل الدموع دماً، حسرةً عليك وتأسّفاً على ما دهاك وتلهّفاً، حتّى أموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتياب..".

ثمّ يصف ما جرى عليه ويقرأ مصيبته:
"..فلمّا رأوك ثابت الجأش، غير خائف ولا خاش، نصبوا لك غوائل مكرهم، وقاتلوك بكيدهم وشرّهم، وأمر اللعين جنوده، فمنعوك الماء ووروده، وناجزوك القتال، وعاجلوك النزال، ورشقوك بالسهام والنبال، وبسطوا إليك أكفّ الاصطلام، ولم يرعوا لك ذماماً، ولا راقبوا فيك آثاماً، في قتلهم أولياءك، ونهبهم رحالك، أنت مقدّم في الهبوات، ومُحتمِل للأذيّات، وقد عجبَتْ من صبرك ملائكة السماوات.

وأحدقوا بك من كلّ الجهات، وأثخنوك بالجراح، وحالوا بينك وبين الرَّواح، ولم يبق لك ناصر، وأنت محتسب صابر، تذبّ عن نسوتك وأولادك.

حتّى نكّسوك عن جوادك، فهويت إلى الأرض جريحاً، تطؤُك الخيول بحوافرها، وتعلوك الطغاة ببواترها، قد رشح للموت جبينك، واختلفَتْ بالانقباض والانبساط شمالك ويمينك، تدير طرفاً خفيّاً إلى رحلك وبيتك، وقد شُغِلْتَ بنفسك عن وُلدك وأهلك، وأسرع فرسك شارداً، وإلى خيامك قاصداً، محمحماً باكياً.

فلمّا (رأتِ) النساء جوادك مخزيّاً، ونظرن سرجك عليه ملويّاً، برزن من الخدور.. على الخدود لاطمات.. وبالعويل داعيات، وبعد العزّ مذلَّلات، وإلى مصرعك مبادرات، والشمر جالس على صدرك، مولغ سيفه على نحرك، قابض على شيبتك بيده، ذابح لك بمهنده، قد سكنت حواسّك، وخفيت أنفاسك، ورُفِع على القنا رأسك..".

هذا حاله في غيبته..

وأمّا حاله عند ظهوره، فقد نُقِل أنّه: إذا ظهر القائم عجل الله فرجه الشريف ، قام بين الركن والمقام وينادي بنداءات خمسة:
الأوّل: ألا يا أهل العالم، أنا الإمام القائم..
الثاني: ألا يا أهل العالم، أنا الصمصام المنتقم..
الثالث: ألا يا أهل العالم، إنّ جدّي الحسين عليه السلام ، قتلوه عطشانَ..
الرابع: ألا يا أهل العالم، إنّ جدّي الحسين عليه السلام ، طرحوه عريانَ..

الخامس: ألا يا أهل العالم، إنّ جدّي الحسين عليه السلام ، سحقوه عدواناً..

نعم أيّها الموالي، نادى عمر بن سعد في ذلك اليوم: ألا من ينتدب للحسين فيوطئ الخيل صدره وظهره، فانتدب عشرة أفراس، وداسوا بحوافر خيولهم صدر الحسين الحسين عليه السلام وظهره، حتّى طحنوا أضلاعه وألصقوه بالأرض..

وا حسيناه.. وا إماماه..

نادى بن سعد يا خيلنا وين
من يركب يرض ضلوع لحسين
يرض صدره والظهر زين
ويرض الباقي لعظامه ويسدر

وَأَيُّ ذَبِيْحٍ دَاسَتِ الْخَيْلُ صَدْرَهُ وَفُرْسَانُهَا مِنْ ذِكْرِهِ تَتَجَمَّدُ!
أَلَمْ تَكُ تَدْرِيْ أَنَّ رُوْحَ مُحَمَّدٍ كَقُرْآنِهِ فِيْ سِبْطِهِ مُتَجَسِّدُ؟!

*مجالس الأئمة المعصومين2،سلسلة مجالس الأئمة المعصومين، اعداد معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني

1- القصيدة للسيّد حيدر الحلّي رحمه الله.