الزهراء تعلمت التسبيح من النبي صلى الله عليه وآله وسلم
((أدعية السيدة الزهراء(ع)))
وفي تسبيح الزهراء، نجد ان الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام قد حاولت هذا الشعار إلى سلوك يومي، وذلك عندما علمها أبوها النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا التسبيح، ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب.. وأخذت تصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها لتدير بها هذا التسبيح. ومعنى ذلك انها اعطت الشعار محتوى ومضمونا، ومعنىّ، أي انها جعلته شعارا حيا، وليس مجرد كلمات تتحرك بها الشفاه واللسان، دون ادراك ولا اسيتعاب. ان التسبيح هو تنزيه الله عن البعث، انه تسبيح يؤكد الحكمة التي اقامهاالله عزوجل عليها الكون والحياة والإنسان.. والشهادة هي قمة هذه الحكمة.. أي ان الشهيد قد بلغ حداً من الحكمة والكمال ليس بعده حد..
وهذه هي الفلسفة،والرشد، الذي تريده الزهراء، انه امتزاج بين التسبيح وبين دماء الشهداء. ان الصلاة من دون دم الشهيد لا تساوي شيئا. او قل ؛ لولا الشهداء لما قام لهذا الدين عمود، وحمزة هو سيد الشهداء، طبعا قبل واقعة الط، وقبل مجيء يوم عاشوراء، فلما جاء يوم عاشوراء، يوم الحسين، اصبح الحسين عليه السلام هو سيد الشهداء، كما انه سيد شباب أهل الجنة، وسيد الاحرار في العالم، انه احتكاك فكري، وحضاري بين التسبيح وبين دماء الشهداء، وهذا هو الفارق الذي تنفرد به الحضارة الاسلامية عن غيرها من حضارات خاوية فارغة، ونحن حينما نصلي على تربة الحسين، فاننا نقيم هذا المعنى في القلوب، وهو: "ان الصلاة لا تقوم إلاّ بالشهادة، وذلك نخاطب الحسين في الزيارة ؛ اشهد انك قد أقمت الصلاة " أي اشهد انك بشهادتك قد أقمت الصلاة، وحفظتها من الضياع، وانت قد أقمت الصلاة بأهدافها ومبادئها قبل مصرعك، وقبل يوم شهادتك. على ان السجود هو على التربة الحسينية، وليس للتربة، وهماك فرق بين السجود على الشيء والسجود للشيء، فالسجود للأشياء قطعا حرام.
كأن يسجد احد الناس صنعم أي يسجد له لا عليه. في حين ان السجود على التربة انما هو سجود لله وليس للتربة. فالتربة ليست اكثر من انها تحقق مصداق السجود على الأرض لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا، ونحن نعرف ان المسلمين كانوا يصلون على تراب المسجد في ايام رسول الله. ثم ان التسبيح جاء في اطار التربية، فهو يبدأ بالله، وينتهي بالله، وانه ليلخص مسيرة الحضارة الاسلامية، من منطلقها وإلى هدفها..
من الله وإلى الله فهو يبدأ بالله اكبر... وينتهي بسبحان الله، فيكون قد بدأ بالله واختتم بالله، في حتى ان هذا المعنى لم يكن ليحصل لو كان البدأ بالحمد لله مثلاً. اذن: فالتسبيح ـ تسبيح الزهراء ـ قد جاء في اطار تربوي لانه يستقي نوره من القرآن الكريم، والقرآ، قد جاء للتربية، واول آية، وسورة نزلت في القرآن، نجدها نزلت في اطار تربوي، فأول كلمة فيه هي: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾. ولم يقل: اقرأ باسم الله مثلاً، وانما قال: اقرأ باسم ربك وكلمة الرب مأخوذة من التربية، بمعنى ان القراءة يجب ان تأتي في اطار تربوي. ونفس الشيء في تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، وروي في كتاب مزار المفيد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: ان فاطمة كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام بيدها تديرها تكبر وتسبح إلى ان مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام بيدها تديرها تكبر وتسبح إلى ان قتل حمزة بن عبد المطلب عليه السلام فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس..1
وهنا اود ان اتوقف معكم لحظات نتأمل من خلالها هذا الحديث العظيم اذ لا شك ان ذهابها إلى قبر سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب الذي هدّ مصرعه قلب النبي فقال في تأبينه: ما وقفت موقفا أغيظ علي من هذا الموقف حيث كانت هند زوجة ابي سفيان قد قامت بأبشع جريمة يمكن ان تقوم بها امرأة في مثل وضع هند آكلة الاكباد، اذ شقت صدر الحمزة واخرجت كبده وارادت ان تمضغها فحولها الله إلى حجر في فمها فلفظتها، ثم فلفظتها، ثم جدعت انفه، واذنه، وقطعت اعضاءه وشوهت صورته النورانية بوحشية وحقد يظهران نكسة الشر في طبعها، والدناءة والخباثة القابعة في داخلها، والمعروف ان الحمزة بن عبد المطلب، ويوم شهادته في احد، كان صائما فأفطر في الجنة مع الشهداء والصديقين والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح على روحه الطاهرة، فهو يومذاك كان يمثل قمة الشهادة، وسيد الشهداء، لانه قتل يوم احد، وأحد قبل يوم كربلاء بقرابة خمسين عاما من الزمن، ومعنى ذلك الحمزة كان سيد الشهداء بحق ودون منازع، فماذا يعني بالنسبة لنا ذهاب فاطمة إلى قبر الحمزة سيد الشهداء احد؟... ان فاطمة عندما تذهب إلى قبر الحمزة، وتصنع مسبحة من التراب الممزوج بدم الشهادة، فانها تعطينا درساً بليغا في ان اشعار وحده لا يبني مجتمعا، ويقيم امة، وانما لابد للشعار من محتوى عملي، ومنهج تطبيقي، وبكلمة.. لابد للشعار من ممارسة فعلية وذلك ان الشعار لابد له من هدف يتجه نحوه، ومن دون هدف، يغدو تافها لا يثير دهشة احد، ولا يشد انتباه احد، ولايربط على قلب احد. واقبح ما يكون ان يرفع الإنسان شعارا يخالفة، ويعمل ضده، يقول القرآن الكريم في هذا المضمار: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُم﴾2 ولذلك كان ولايزال ملاك الشعائر وتطبيقها.. واصبح تعظيمها يعني العمل بها.. ولا يطبقها إلاّ من امتحن الله قلبه للتقوى ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾3 .
وللفائدة أقول: إنه لا فرق بين الشعار والشعيرة في هذا الموضوع بالذات.. فالشعار جمعه شعارات والشعيرة جمعه شعائر، وكلها تصب في نهر واحد، لأنّ الغاية من ذكرها هنا تحقيق غاية سامية، وهدف شريف رباني واذا كان الشعار وحده لا يبني مجتمعا خاصة، اذا كان خاليا من محتوى، فان اهداف الشهادة هي المضمون الجيد للشعار، وهي المحتوى الراقي لشعائر الله والتسبيح معناه التنزية لله من كل عبث في الكون والحياة والإنسان، واذا كان التسبيح معناه التنزيه ومعناه معرفة الله، فمن ـ يا ترى ـ ينزه الله، ويعرف اكثر من الشهداء؟ ان الشهيد يشكل قمة حضارية عالية في معرفة الحق سبحانه وتعالى، ولذلك صنعت فاطمة حبات المسبحة من تراب اقدس شهيد هوى إلى الأرض بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكفي ان الزهراء حين تصلي وتسبح الله في صلاتها، تتمثل صورة الشهادة في انصع اشكالها، واروع معانيها امام عينيها وكفى بذلك فخراً وتربية وارتفاعا في سماء الجد، وآفاق السماحة والشجاعة، والفصاحة والمحبة في قلوب المؤمنين، من هنا جاءت فكرة السجود على تراب كربلاء، لأن ّ تراب كربلاء تضمن جسد الحسين عليه السلام.. ومن هو الحسين؟ الحسين بن رسول الله... الحسين اب فاطمة.. الحسين الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " حسين مني وأنا من حسين احب الله من احب حسينا " علما بان الرسول قال: " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ". فالسجود على الأرض وترابها سنة شريفة متبعة في سيرة النبي الاكرم..
ونحن عندما نسجد على قطعة من تراب كربلاء ونحتفظ بها في جيوبنا فان ذلك يرمز إلى شيئين:
الأوّل: اننا نطبق سنة شريفة جارية، وهي السجود على الأرض وفقا لتعاليم الحبيب المصطفى.
والثاني: اننا نتذكر الحسين دائما الذي كان اقرب الناس إلى قلب جده رسول الله، والذي كان يوم عاشوراء يلبس جبة النبي، وعمامته.. والقرآن الكريم يقول: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾4. وقد أتانا النبي بالحسين وأهل بيته، فقال: "حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا". فكما ان الزهراء، تريد ان تجعل اهداف الشهداء نصب عينيها حين تصنع سبحة لها من تراب قبر الشهيد، كذلك نحن نريد ان نتذكر اهداف الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ حين نصلي على قطعة من تراب ارض كربلاء المقدسة. اذن ففاطمة الزهراء بذهابها إلى قبر الحمزة، اعطت شعيرة للتسبيح هذه دفقا معنويا، وحياة، وعطاء تربويا، لا حدود له، هذا بالاضافة إلى انها علمتنا كيف نتعامل مع شعائر الله، وكيف نحول الشعار إلى سلوك عملي نمشي به في الناس، على ان تسبيح الزهراء، قد صبه النبي في اطار تربوي عميق حين جعله يبدأ وينتهي بالله عز وجل.
ان نظرة فاحصة نلقيها على هيكل التسبح المذكور، ترينا بوضوح، ان التسبيح مؤلف من اربع وثلاثين تكبيرة وثلاث وثلاثين تحميدة... وثلاث وثلاثين تسبيحة وهذا يعني انه بدأ بالله اكبر. فأول كلمة في التسبيح كلمة الله اذ انه لو بدأ مثلا في التحميد لكانت اول كلمة فيه كلمة الحمد وليس كلمة الله، وهكذا اراد النبي لهذا التسبيح ان يصب في قالب تربوي كما هو شأن كل الشعائر الاسلامية.. فجعله يبدأ بالله اكبر.. وينتهي بسبحان الله انه بدأ بالله وختم بالله.. وهذا هو المراد من الاطار التربوي في منهج التسبيح.. وهو موافق لسلسلة الفكر الاسلامي في القرآن الكريم... فنحن نعرف ان اول كلمة نزلت في القرآن هي: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ والرب كلمة مشتقة من التربية، بمعنى ان القراءة المطلوبة يجب ان تكون في اطار التربية الربانية..
وإلاّ لكان يقول: اقرأ باسم الله الذي خلق... ولكنه لم يقل باسم الله الذي خلق، في هذه السورة بالذات، وانما قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ هذا بالاضافة إلى ان القراءة معناها تغذية العقل، لأنّ العقل يتغذى بالعلم، ومن دون علم تموت العقول، وحين يقول الحق سبحانه: اقرا باسم ربك.. فان ذلك يعني غذ عقلك بالتربية العلمية، حتى يصلعقلك إلى مرحلة الرشد الفكري، ان لفاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ قدرة عجيبة، ومدهشة على تصوير المعاني الجافة واعطائها صورا حية، ثم منحها ريشا رقيقا فيه المعاني في ارفع درجات الفهم، والاسيتعاب وان قدرتها كما قلت آنفا ـ على تصوير قضايا الاسلام تصويرا دقيقا، لمدهشة جدا، فما من كلمة تقولها فاطمة، وما من دمعة تسكبها من عينها، ومامن خطوة تخطوها فاطمة إلاّ صورت الاسلام بكل ابعاده تصويرا حقيقيا وواضحا، يبهر الالباب ويأخذ بمجامع القلوب، وهذه ميزة في أهل البيت لايشاركهم فيها احد من العالمين... بخلاف غيرهم من الناس، او بتعبير اكثر دقة بخلاف الآخرين.. فالاسلام الذي يعرضه الاخرون يبدو اسلاما مزيفا مرقعا مهلهلا يضرب بعضه بعضا في حين ان الاسلام يعرضه أهل البيت عليهم السلام يبدوا اسلاما يشد بعضه بعضا، وله نور وعليه حلاوة وجمال رشيق، له قوة جذب شديدة،وبكلمة: الحديث الذي يأتينا من النبي وأهل بيته، وهم فاطمة وعلي والحسن والحسين، والتسعة المعصومون، من ذرية الحسين عليهم السلام.
أقول: الحديث الذي أتينا من أهل البيت الذي اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، يأتي حديثا لهم نور هو من نور القرآن، بل اننا نجد حديثهم يتعانق مع القرآن عناقا طويلا، في مودة واخلاص.. فليس هناك حديث عن أهل البيت يخالف القرآن ابداً.. ومن هنا جاء حديث الثقلين الشهير الذي تذكره كل كتب الصحاح والحديث بدءا من صحيح البخاري ومسلم، مرورا بصحيح الترمذي والنسائي وابن ماجه وابي داود، وانتهاء بمسند بن حنبل والصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني... كل هذه الكتب قد اجمعت واتفقت على كلمة واحدة وهي: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي، وقد نبأني اللطيف الخبير انهما، أي الكتاب والعترة لن يفترتا حتى يردا على الحوض".
والآن وبعد هذه الجولة السريعة في رحاب التسبيح، وبعد هذه السباحة في شاطيء تسبيح الصديقة فاطمة الزهراء ـ صلوات الله وسلامه عليها ـ فانه يجدر بنا ان نرجع إلى معالم هذا التسبيح الذي اصبح شعاراً يرفعه المناضلون، والمجاهدون في وجوه الطغاة والجلادين.. بل ان هذا التسبيح ـ أعني تسبيح الزهراء ـ قد جمع كل مناهج الإنسان المؤمن في، الحياة فهو يبدأ بالله اكبر.. ثم الحمد لله وينتهي بسبحان الله. وهذه هي مناهج المؤمن ومعالم الإيمان في الأرض. ان تبدأ بسم الله.. وتعتقد ان الله اكبر من كل شيء في هذا الوجود، انه اكبر من المال، واكبر من السطان، واكبر من لاهل، والنفس، والحياة، واذا كان اكبر من كل هذه الاشياء، فمعنى ذلك انك تكون على اهبة الإستعداد لأن تضحي بنفسك واهلك، ومالك وكل غال ونفيس في سبيل كلمة " الله اكبر ".. ومن هنا ندرك السر المكنون الذي جعل الصديقة الزهراء تذهب إلى قبر الحمزة سيد الشهداء وتصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها، وكأنها بهذا العمل تلقنا درسا لاننساه ابدا، وهو ان كلمة الله اكبر التي جاءت في أول تسبيح الزهراء، هذه الكلمة لا يحفظها إلاّ الشهداء، ولا يحصنها من غائلة العوادي إلاّ دماء الشهداء... ان كلمة الله اكبر..
تعني الصدق والوفاء والاخلاص، والشجاعة والعفة والزهد، والشرف الرفيع، وهذه لاتسلم ابدا من ايدي العابثين إلاّ بسفك المهج واراقة الدماء. اجل... ان فاطمة الزهراء عليها السلام لتدرك جيداً ان هذا الشعار الذي اخذته من النبي لايمكن حفظه إلاّ بالتضحية، والشهادة ولذلك قامت بخطوة تكريمية للشهداء، وهي انها جعلت من تراب قبر الشهيد حبات لمسبحتها، لتدير عليها هذا المنهج الملائكي النوراني الذي سمي: تسبيح الزهراء. ونفس الشيء يقال بالنسبة للحمد، فالحمد هو اعلى قمة يمكن ان يصل اليها الإنسان، ومن هنا كانت سورة الحمد ام الكتاب، لانها جمعت التعبير كله ولخصت مسيرة الأنبياء جميعا في مضمونها، وكما في التكبير والتحميد كذلك في التسبيح، وهو سبحان الله وكما قلت سابقا ان هذا التسبيح جاء مصبوبا في قالب ادبي واخلاقي وتربوي، وذلك انه بدأ بـ "اسم الله" وانتهى بـ "باسم الله" فهو يبدأ بـ "الحمد الله" مثلا لما حصل هذا المعنى وهذا الاطار التربوي الجميل، وهو مشتق ونابع من قول الله تعالى: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون﴾ اذن تسبيح فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ انما جاء ليزرع في أعماقنا شتائل النور، ويبادر الحب والعطاء.. لقد جاء هذا التسبيح الجامعي العظيم، ليشعل في قلوبنا قناديل الامل والرجاء ويمنحنا الطمأنينة والسلام، ولكي نتذوق حلاوة التسبيح، فانه لابد لنا من المواظبة على قراءته في أعقاب كل صلاة نصليها وذلك لانه يدفع البلاء عنا، ويجلب الرزق ويعمنا بسحاب البركة والخير الكثير والله ولي التوفيق.
* اعلموا اني فاطمة : 2/ 681 ـ 698 .
1-المزار الكبير : 149/ ح 207 ، مستدرك الوسائل : 4/12 ح 2.
2-البقرة :44 .
3-الصف : 2 و 3 .
4-الحشر : 7 .
((أدعية السيدة الزهراء(ع)))
وفي تسبيح الزهراء، نجد ان الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام قد حاولت هذا الشعار إلى سلوك يومي، وذلك عندما علمها أبوها النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا التسبيح، ذهبت إلى قبر الحمزة بن عبد المطلب.. وأخذت تصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها لتدير بها هذا التسبيح. ومعنى ذلك انها اعطت الشعار محتوى ومضمونا، ومعنىّ، أي انها جعلته شعارا حيا، وليس مجرد كلمات تتحرك بها الشفاه واللسان، دون ادراك ولا اسيتعاب. ان التسبيح هو تنزيه الله عن البعث، انه تسبيح يؤكد الحكمة التي اقامهاالله عزوجل عليها الكون والحياة والإنسان.. والشهادة هي قمة هذه الحكمة.. أي ان الشهيد قد بلغ حداً من الحكمة والكمال ليس بعده حد..
وهذه هي الفلسفة،والرشد، الذي تريده الزهراء، انه امتزاج بين التسبيح وبين دماء الشهداء. ان الصلاة من دون دم الشهيد لا تساوي شيئا. او قل ؛ لولا الشهداء لما قام لهذا الدين عمود، وحمزة هو سيد الشهداء، طبعا قبل واقعة الط، وقبل مجيء يوم عاشوراء، فلما جاء يوم عاشوراء، يوم الحسين، اصبح الحسين عليه السلام هو سيد الشهداء، كما انه سيد شباب أهل الجنة، وسيد الاحرار في العالم، انه احتكاك فكري، وحضاري بين التسبيح وبين دماء الشهداء، وهذا هو الفارق الذي تنفرد به الحضارة الاسلامية عن غيرها من حضارات خاوية فارغة، ونحن حينما نصلي على تربة الحسين، فاننا نقيم هذا المعنى في القلوب، وهو: "ان الصلاة لا تقوم إلاّ بالشهادة، وذلك نخاطب الحسين في الزيارة ؛ اشهد انك قد أقمت الصلاة " أي اشهد انك بشهادتك قد أقمت الصلاة، وحفظتها من الضياع، وانت قد أقمت الصلاة بأهدافها ومبادئها قبل مصرعك، وقبل يوم شهادتك. على ان السجود هو على التربة الحسينية، وليس للتربة، وهماك فرق بين السجود على الشيء والسجود للشيء، فالسجود للأشياء قطعا حرام.
كأن يسجد احد الناس صنعم أي يسجد له لا عليه. في حين ان السجود على التربة انما هو سجود لله وليس للتربة. فالتربة ليست اكثر من انها تحقق مصداق السجود على الأرض لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا، ونحن نعرف ان المسلمين كانوا يصلون على تراب المسجد في ايام رسول الله. ثم ان التسبيح جاء في اطار التربية، فهو يبدأ بالله، وينتهي بالله، وانه ليلخص مسيرة الحضارة الاسلامية، من منطلقها وإلى هدفها..
من الله وإلى الله فهو يبدأ بالله اكبر... وينتهي بسبحان الله، فيكون قد بدأ بالله واختتم بالله، في حتى ان هذا المعنى لم يكن ليحصل لو كان البدأ بالحمد لله مثلاً. اذن: فالتسبيح ـ تسبيح الزهراء ـ قد جاء في اطار تربوي لانه يستقي نوره من القرآن الكريم، والقرآ، قد جاء للتربية، واول آية، وسورة نزلت في القرآن، نجدها نزلت في اطار تربوي، فأول كلمة فيه هي: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾. ولم يقل: اقرأ باسم الله مثلاً، وانما قال: اقرأ باسم ربك وكلمة الرب مأخوذة من التربية، بمعنى ان القراءة يجب ان تأتي في اطار تربوي. ونفس الشيء في تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، وروي في كتاب مزار المفيد عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: ان فاطمة كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام بيدها تديرها تكبر وتسبح إلى ان مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام بيدها تديرها تكبر وتسبح إلى ان قتل حمزة بن عبد المطلب عليه السلام فاستعملت تربته وعملت التسابيح فاستعملها الناس..1
وهنا اود ان اتوقف معكم لحظات نتأمل من خلالها هذا الحديث العظيم اذ لا شك ان ذهابها إلى قبر سيد الشهداء الحمزة بن عبد المطلب الذي هدّ مصرعه قلب النبي فقال في تأبينه: ما وقفت موقفا أغيظ علي من هذا الموقف حيث كانت هند زوجة ابي سفيان قد قامت بأبشع جريمة يمكن ان تقوم بها امرأة في مثل وضع هند آكلة الاكباد، اذ شقت صدر الحمزة واخرجت كبده وارادت ان تمضغها فحولها الله إلى حجر في فمها فلفظتها، ثم فلفظتها، ثم جدعت انفه، واذنه، وقطعت اعضاءه وشوهت صورته النورانية بوحشية وحقد يظهران نكسة الشر في طبعها، والدناءة والخباثة القابعة في داخلها، والمعروف ان الحمزة بن عبد المطلب، ويوم شهادته في احد، كان صائما فأفطر في الجنة مع الشهداء والصديقين والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح على روحه الطاهرة، فهو يومذاك كان يمثل قمة الشهادة، وسيد الشهداء، لانه قتل يوم احد، وأحد قبل يوم كربلاء بقرابة خمسين عاما من الزمن، ومعنى ذلك الحمزة كان سيد الشهداء بحق ودون منازع، فماذا يعني بالنسبة لنا ذهاب فاطمة إلى قبر الحمزة سيد الشهداء احد؟... ان فاطمة عندما تذهب إلى قبر الحمزة، وتصنع مسبحة من التراب الممزوج بدم الشهادة، فانها تعطينا درساً بليغا في ان اشعار وحده لا يبني مجتمعا، ويقيم امة، وانما لابد للشعار من محتوى عملي، ومنهج تطبيقي، وبكلمة.. لابد للشعار من ممارسة فعلية وذلك ان الشعار لابد له من هدف يتجه نحوه، ومن دون هدف، يغدو تافها لا يثير دهشة احد، ولا يشد انتباه احد، ولايربط على قلب احد. واقبح ما يكون ان يرفع الإنسان شعارا يخالفة، ويعمل ضده، يقول القرآن الكريم في هذا المضمار: ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُم﴾2 ولذلك كان ولايزال ملاك الشعائر وتطبيقها.. واصبح تعظيمها يعني العمل بها.. ولا يطبقها إلاّ من امتحن الله قلبه للتقوى ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾3 .
وللفائدة أقول: إنه لا فرق بين الشعار والشعيرة في هذا الموضوع بالذات.. فالشعار جمعه شعارات والشعيرة جمعه شعائر، وكلها تصب في نهر واحد، لأنّ الغاية من ذكرها هنا تحقيق غاية سامية، وهدف شريف رباني واذا كان الشعار وحده لا يبني مجتمعا خاصة، اذا كان خاليا من محتوى، فان اهداف الشهادة هي المضمون الجيد للشعار، وهي المحتوى الراقي لشعائر الله والتسبيح معناه التنزية لله من كل عبث في الكون والحياة والإنسان، واذا كان التسبيح معناه التنزيه ومعناه معرفة الله، فمن ـ يا ترى ـ ينزه الله، ويعرف اكثر من الشهداء؟ ان الشهيد يشكل قمة حضارية عالية في معرفة الحق سبحانه وتعالى، ولذلك صنعت فاطمة حبات المسبحة من تراب اقدس شهيد هوى إلى الأرض بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكفي ان الزهراء حين تصلي وتسبح الله في صلاتها، تتمثل صورة الشهادة في انصع اشكالها، واروع معانيها امام عينيها وكفى بذلك فخراً وتربية وارتفاعا في سماء الجد، وآفاق السماحة والشجاعة، والفصاحة والمحبة في قلوب المؤمنين، من هنا جاءت فكرة السجود على تراب كربلاء، لأن ّ تراب كربلاء تضمن جسد الحسين عليه السلام.. ومن هو الحسين؟ الحسين بن رسول الله... الحسين اب فاطمة.. الحسين الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " حسين مني وأنا من حسين احب الله من احب حسينا " علما بان الرسول قال: " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ". فالسجود على الأرض وترابها سنة شريفة متبعة في سيرة النبي الاكرم..
ونحن عندما نسجد على قطعة من تراب كربلاء ونحتفظ بها في جيوبنا فان ذلك يرمز إلى شيئين:
الأوّل: اننا نطبق سنة شريفة جارية، وهي السجود على الأرض وفقا لتعاليم الحبيب المصطفى.
والثاني: اننا نتذكر الحسين دائما الذي كان اقرب الناس إلى قلب جده رسول الله، والذي كان يوم عاشوراء يلبس جبة النبي، وعمامته.. والقرآن الكريم يقول: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾4. وقد أتانا النبي بالحسين وأهل بيته، فقال: "حسين مني وانا من حسين احب الله من احب حسينا". فكما ان الزهراء، تريد ان تجعل اهداف الشهداء نصب عينيها حين تصنع سبحة لها من تراب قبر الشهيد، كذلك نحن نريد ان نتذكر اهداف الإمام الحسين ـ عليه السلام ـ حين نصلي على قطعة من تراب ارض كربلاء المقدسة. اذن ففاطمة الزهراء بذهابها إلى قبر الحمزة، اعطت شعيرة للتسبيح هذه دفقا معنويا، وحياة، وعطاء تربويا، لا حدود له، هذا بالاضافة إلى انها علمتنا كيف نتعامل مع شعائر الله، وكيف نحول الشعار إلى سلوك عملي نمشي به في الناس، على ان تسبيح الزهراء، قد صبه النبي في اطار تربوي عميق حين جعله يبدأ وينتهي بالله عز وجل.
ان نظرة فاحصة نلقيها على هيكل التسبح المذكور، ترينا بوضوح، ان التسبيح مؤلف من اربع وثلاثين تكبيرة وثلاث وثلاثين تحميدة... وثلاث وثلاثين تسبيحة وهذا يعني انه بدأ بالله اكبر. فأول كلمة في التسبيح كلمة الله اذ انه لو بدأ مثلا في التحميد لكانت اول كلمة فيه كلمة الحمد وليس كلمة الله، وهكذا اراد النبي لهذا التسبيح ان يصب في قالب تربوي كما هو شأن كل الشعائر الاسلامية.. فجعله يبدأ بالله اكبر.. وينتهي بسبحان الله انه بدأ بالله وختم بالله.. وهذا هو المراد من الاطار التربوي في منهج التسبيح.. وهو موافق لسلسلة الفكر الاسلامي في القرآن الكريم... فنحن نعرف ان اول كلمة نزلت في القرآن هي: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ والرب كلمة مشتقة من التربية، بمعنى ان القراءة المطلوبة يجب ان تكون في اطار التربية الربانية..
وإلاّ لكان يقول: اقرأ باسم الله الذي خلق... ولكنه لم يقل باسم الله الذي خلق، في هذه السورة بالذات، وانما قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ هذا بالاضافة إلى ان القراءة معناها تغذية العقل، لأنّ العقل يتغذى بالعلم، ومن دون علم تموت العقول، وحين يقول الحق سبحانه: اقرا باسم ربك.. فان ذلك يعني غذ عقلك بالتربية العلمية، حتى يصلعقلك إلى مرحلة الرشد الفكري، ان لفاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ قدرة عجيبة، ومدهشة على تصوير المعاني الجافة واعطائها صورا حية، ثم منحها ريشا رقيقا فيه المعاني في ارفع درجات الفهم، والاسيتعاب وان قدرتها كما قلت آنفا ـ على تصوير قضايا الاسلام تصويرا دقيقا، لمدهشة جدا، فما من كلمة تقولها فاطمة، وما من دمعة تسكبها من عينها، ومامن خطوة تخطوها فاطمة إلاّ صورت الاسلام بكل ابعاده تصويرا حقيقيا وواضحا، يبهر الالباب ويأخذ بمجامع القلوب، وهذه ميزة في أهل البيت لايشاركهم فيها احد من العالمين... بخلاف غيرهم من الناس، او بتعبير اكثر دقة بخلاف الآخرين.. فالاسلام الذي يعرضه الاخرون يبدو اسلاما مزيفا مرقعا مهلهلا يضرب بعضه بعضا في حين ان الاسلام يعرضه أهل البيت عليهم السلام يبدوا اسلاما يشد بعضه بعضا، وله نور وعليه حلاوة وجمال رشيق، له قوة جذب شديدة،وبكلمة: الحديث الذي يأتينا من النبي وأهل بيته، وهم فاطمة وعلي والحسن والحسين، والتسعة المعصومون، من ذرية الحسين عليهم السلام.
أقول: الحديث الذي أتينا من أهل البيت الذي اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، يأتي حديثا لهم نور هو من نور القرآن، بل اننا نجد حديثهم يتعانق مع القرآن عناقا طويلا، في مودة واخلاص.. فليس هناك حديث عن أهل البيت يخالف القرآن ابداً.. ومن هنا جاء حديث الثقلين الشهير الذي تذكره كل كتب الصحاح والحديث بدءا من صحيح البخاري ومسلم، مرورا بصحيح الترمذي والنسائي وابن ماجه وابي داود، وانتهاء بمسند بن حنبل والصواعق المحرقة لابن حجر العسقلاني... كل هذه الكتب قد اجمعت واتفقت على كلمة واحدة وهي: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي، وقد نبأني اللطيف الخبير انهما، أي الكتاب والعترة لن يفترتا حتى يردا على الحوض".
والآن وبعد هذه الجولة السريعة في رحاب التسبيح، وبعد هذه السباحة في شاطيء تسبيح الصديقة فاطمة الزهراء ـ صلوات الله وسلامه عليها ـ فانه يجدر بنا ان نرجع إلى معالم هذا التسبيح الذي اصبح شعاراً يرفعه المناضلون، والمجاهدون في وجوه الطغاة والجلادين.. بل ان هذا التسبيح ـ أعني تسبيح الزهراء ـ قد جمع كل مناهج الإنسان المؤمن في، الحياة فهو يبدأ بالله اكبر.. ثم الحمد لله وينتهي بسبحان الله. وهذه هي مناهج المؤمن ومعالم الإيمان في الأرض. ان تبدأ بسم الله.. وتعتقد ان الله اكبر من كل شيء في هذا الوجود، انه اكبر من المال، واكبر من السطان، واكبر من لاهل، والنفس، والحياة، واذا كان اكبر من كل هذه الاشياء، فمعنى ذلك انك تكون على اهبة الإستعداد لأن تضحي بنفسك واهلك، ومالك وكل غال ونفيس في سبيل كلمة " الله اكبر ".. ومن هنا ندرك السر المكنون الذي جعل الصديقة الزهراء تذهب إلى قبر الحمزة سيد الشهداء وتصنع من تراب قبره حبات لمسبحتها، وكأنها بهذا العمل تلقنا درسا لاننساه ابدا، وهو ان كلمة الله اكبر التي جاءت في أول تسبيح الزهراء، هذه الكلمة لا يحفظها إلاّ الشهداء، ولا يحصنها من غائلة العوادي إلاّ دماء الشهداء... ان كلمة الله اكبر..
تعني الصدق والوفاء والاخلاص، والشجاعة والعفة والزهد، والشرف الرفيع، وهذه لاتسلم ابدا من ايدي العابثين إلاّ بسفك المهج واراقة الدماء. اجل... ان فاطمة الزهراء عليها السلام لتدرك جيداً ان هذا الشعار الذي اخذته من النبي لايمكن حفظه إلاّ بالتضحية، والشهادة ولذلك قامت بخطوة تكريمية للشهداء، وهي انها جعلت من تراب قبر الشهيد حبات لمسبحتها، لتدير عليها هذا المنهج الملائكي النوراني الذي سمي: تسبيح الزهراء. ونفس الشيء يقال بالنسبة للحمد، فالحمد هو اعلى قمة يمكن ان يصل اليها الإنسان، ومن هنا كانت سورة الحمد ام الكتاب، لانها جمعت التعبير كله ولخصت مسيرة الأنبياء جميعا في مضمونها، وكما في التكبير والتحميد كذلك في التسبيح، وهو سبحان الله وكما قلت سابقا ان هذا التسبيح جاء مصبوبا في قالب ادبي واخلاقي وتربوي، وذلك انه بدأ بـ "اسم الله" وانتهى بـ "باسم الله" فهو يبدأ بـ "الحمد الله" مثلا لما حصل هذا المعنى وهذا الاطار التربوي الجميل، وهو مشتق ونابع من قول الله تعالى: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعون﴾ اذن تسبيح فاطمة الزهراء ـ سلام الله عليها ـ انما جاء ليزرع في أعماقنا شتائل النور، ويبادر الحب والعطاء.. لقد جاء هذا التسبيح الجامعي العظيم، ليشعل في قلوبنا قناديل الامل والرجاء ويمنحنا الطمأنينة والسلام، ولكي نتذوق حلاوة التسبيح، فانه لابد لنا من المواظبة على قراءته في أعقاب كل صلاة نصليها وذلك لانه يدفع البلاء عنا، ويجلب الرزق ويعمنا بسحاب البركة والخير الكثير والله ولي التوفيق.
* اعلموا اني فاطمة : 2/ 681 ـ 698 .
1-المزار الكبير : 149/ ح 207 ، مستدرك الوسائل : 4/12 ح 2.
2-البقرة :44 .
3-الصف : 2 و 3 .
4-الحشر : 7 .