كوني الدليل والمعينة لزوجك
عزيزتي، غمرك الله جلّ جلاله بمنتهى السعادات وغاية العنايات.
لا تكوني عبئاً على زوجكِ، همّك المطالب ومقاربة المتاعب، فأنتما في سفينة واحدة، وبحر الدنيا هائج لا يستكين، والعواصف تشتد وتخبو، الا انها تستمر، وانتِ المساعدة لربان السفينة، تلفته وتعينه وتسنده... لا تتأفّف عليه، وهمها راحتها، فأي خطر داهم – لا سمح الله – لا يفرّق بينكما، ولا بين المتعلقين بكما.
معيبٌ، كما يفعل الكثير، ان تقع المشكلات وتضيع الاوقات، على خلافات، سببها، أثاث، او آلة، او مظهر، او متاع... والباقيات الصالحات خيرٌ وابقى، وهي التي تدوم، بل لا يدوم غيرها.
أرأيتِ ميتاً ينقل متاعه معه؟
ام تظنين ان الله عزّ وجل يُثقِل ميزان من اشترت اكثر، او تملّكت، او تباهت، او تفاخرت على قريناتها؟
عزيزتي،
اكثر نساء اليوم اصبحت الموازين عندهن مضطربة، يستورِدْنَ النظريات وحتى المصطلحات، من بلاد الكفر، ويستعملنها في مجتمعنا الاسلامي، ولو كان لهؤلاء حضارة جاهلية لما استبدلنها عصبية وافتخاراً... فكيف بنا نحن الذي حضارتنا الهية اسلامية
اما اصالتنا نحن فنقول:"من كان له امرأة تؤذيه، لم يقبلِ الله صلاتها ولا حسنةً من عملها، حتى تعينه وترضيه وان صامت الدهر".
واما ديننا نحن، في مقابل ممارسة الغرب، فيقول:"ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمّه، وسعيدةٌ سعيدةٌ امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه، وتطيعه في جميع احواله".
بيتك "دُويلة اسلامية"
عزيزتي، ذكّرَكِ الله جل جلاله بعظمته، وملأ قلبك هيبته.
رعاكِ الله برعايته، وكرّمك في آخرته.
تعلمين ان منتهى عملنا وكلّ ما نقوم به، هدفه تحكيم شريعة الله في الارض.
واذا كنا محرومين من ذلك حتى الآن، فعلى الاقل ان نقيم هذه "الدولة" ونحكّم هذه الشريعة في منزلنا.
تذكرين كيف نحن في بيوتنا؟
هكذا ينبغي ان تكوني، في الظاهر والباطن، في كل ركن او زاوية في المنزل... او قرار او عمل، ينبغي ان يكون الاسلام حاضراً، ومنه الانطلاق:
فصَلاتكِ اول الوقت، وقيامك فجراً هو الاصل، وتهجّد الليل ان لم يدرك كله فلا يترك كله، والخروج من المنزل لا يكون قبل وقت الصلاة بقليل الا اذا كنتِ تقصدين من يمكن اقامة الصلاة عندهم، والتماثيل والمجسّمات لا مكان لها في المنزل مطلقاً، واثاث المنزل عادي وبسيط من دون تكلف ولا تصنّع، فلا هو مبتذل يثير الشفقة، ولا هو مقصد للفرجة والتعجب، ولا فيه تشبه بأثاث الملوك والجبابرة المسمى "style" في زماننا هذا، والذي ينسب لفراعنة القرون الوسطى Louis 15 – Louis 16، نعوذ بالله تعالى، فليسوا قدوةً لنا ولا نتشبه بهم.
المهم، ان المظهر والجوهر، والعادة واللياقة، وما يجري في المنزل مع الاهل والضيوف، والفصل قدر المستطاع بين جلسة الرجال وجلسة النساء، وما يعلّق على الحائط او يزيّن به المنزل او يشترى... وما يلفَظ من كلمات مع الاطفال والآخرين... وكل ما يجري في المنزل يجب ان يكون اسلامياً محضاً خالصاً لا شوائب فيه.
نور عيني.
ان لم نطبّق الاسلام في منازلنا، فأين يا ترى نطبّقه؟
انت قدوة لأولادك
عزيزتي، ذكّرَكِ الله سبحانه بجلال مقامه وكمال انعامه.
جلّلك الله بالعفّة وزينّك بالطهارة.
المدرسة الاولى التي يتعلم فيها اولادك، والاكثر تأثيراً على سلوكهم ونظرتهم للدنيا... والمدرسة الاخيرة لهم، هي: انتِ.
فأوّل ما تتفتّح اعينهم واسماعهم عليكِ، فهم مقلدوك في سائر امورهم... ويبقى اثر فعلِكِ عليهم وان كبِروا، وان اصبحوا آباءً وامّهات.
لذلك، احرصي على ان لا يرونَ منكِ الا جميلاً، ولا يشاهدون الا طيباً، ولا يسمعون الا حسناً، ولا تتعاملي معهم الا بأدب واحترام بالغَيْن، ان كانوا صغاراً او اصبحوا كباراً.
اولادك، اكبادك تمشي على الارض، واكثر.
بل هم بضعة منك، بل تحاسبين عليهم في الدنيا ان كان صيتهم حسناً او سيئاً، وتسألين عنهم في الآخرة ايضاً.
لا تستمعي كثيراً لمن يقول: اولادك تتعاملين معهم كأصدقاء، فهذا من جملة الاقوال والامثال التي انتشرت بيننا دون مراقبة، خاصة في هذا الزمن، زمن التهوّر والتفلّت لمن سمّوهم خطأً بـ"المراهقين" مبررين طيش الاولاد من جهة، واهمال تربية الآباء من جهة اخرى.
اولادك ليسوا اصدقاء لكِ، بل هم... اولادك، ويبقون كذلك، وان كبروا وعملوا وتزوّجوا وانجبوا واصبحوا كهولاً... ولتوضيح ذلك في هذه العجالة اقول لك:
ان أسس وقواعد وآداب وحقوق وطريقة التعامل بين "الاصدقاء" تختلف في كثير من تفاصيلها عن العلاقة بين الآباء والابناء.
فالذين جعلوا اولادهم (وفي سنٍ معينة) اصدقاء، ظنّوا بذلك انهم يحلون مشكلة او يتجنبون معركة او يقربونهم منهم... ولو كانت تربيتهم بالاصل على اساس البرّ، والرحمة، ومعرفة حق الأب والأم... لما وقعت المشكلة اصلاً لنفتّش لها عن حل.
وهذه المسألة "ان يصبح الاولاد اصدقاء" من جملة ما تلقّفناه من الغرب، عن حسن نيّة منّا، وعن تخطيط منه، في اكثر الاحيان، ونحن نظن بفعلنا خيراً، دون ان ندرك ان عقيدة الغرب غير عقيدتنا، ومسلكهم غير مسلكنا، وقيمَهم غير قيمنا، و"شريعتهم" (لا توجد عندهم شريعة اصلاً) غير شريعتنا.
تلقّفنا منهم الكثير من العادات عن طيبة وحسن نيّة، ولو رجعنا لاصالتنا لوجدنا ما عندنا اعظم، وخير وابقى.
الا تذكرين ما يسمى بعيد الأم، وعيد الطفل... واخيراً عيد الجدّ كأنهم يريدون ستر عيوب اهمالهم وتقصيرهم في حقوق بعضهم، فجعلوا يوماً "فولوكلورياً" وكفى، على نمط من يرتكب الذنوب والفواحش والموبقات، ويجعل دقائق "للاعتراف" في كنيسة، لاراحة ضميره، كما يظن... ثم يبدأ بسلسلة جديدة من المفاسد، وهكذا فهل يكفي للأم يوم واحد على مدار السنة، وهل من الصلاح تركيز هذه المظاهر في الاذهان... ام ان تكريمها يكون كلّ يوم وساعة سبحان الله: نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير.
ومن المآسي ان ما يسمى "عيد الأم" اصبح كغيره من "الاعياد" المخترعة مناسبة خاصة لها طقوسها... وتجارها... واعلاناتها... وحلواها... كأنها مناسبة "بروتوكولية" ثم يذهب كلٌ الى سبيله.
البحث يطول، لكنني احببت توضيح الامر لاهميته، فضربتُ مثلاً.
فأولادك هم اولادك مهما كبروا وصاروا، واينما حلو وارتحلوا.
وانت امهم منذ ان يولدوا، وفي كل مراحل حياتهم... وان مات احدهم في حياتك، فحقّه لا ينتهي، كما انه بموتك حقكِ عليهم لا ينتهي.
ارأيتِ عظمة الاسلام.
*كتاب رسالة إلى إبنتي ,للسيد سامي خضرة.
عزيزتي، غمرك الله جلّ جلاله بمنتهى السعادات وغاية العنايات.
لا تكوني عبئاً على زوجكِ، همّك المطالب ومقاربة المتاعب، فأنتما في سفينة واحدة، وبحر الدنيا هائج لا يستكين، والعواصف تشتد وتخبو، الا انها تستمر، وانتِ المساعدة لربان السفينة، تلفته وتعينه وتسنده... لا تتأفّف عليه، وهمها راحتها، فأي خطر داهم – لا سمح الله – لا يفرّق بينكما، ولا بين المتعلقين بكما.
معيبٌ، كما يفعل الكثير، ان تقع المشكلات وتضيع الاوقات، على خلافات، سببها، أثاث، او آلة، او مظهر، او متاع... والباقيات الصالحات خيرٌ وابقى، وهي التي تدوم، بل لا يدوم غيرها.
أرأيتِ ميتاً ينقل متاعه معه؟
ام تظنين ان الله عزّ وجل يُثقِل ميزان من اشترت اكثر، او تملّكت، او تباهت، او تفاخرت على قريناتها؟
عزيزتي،
اكثر نساء اليوم اصبحت الموازين عندهن مضطربة، يستورِدْنَ النظريات وحتى المصطلحات، من بلاد الكفر، ويستعملنها في مجتمعنا الاسلامي، ولو كان لهؤلاء حضارة جاهلية لما استبدلنها عصبية وافتخاراً... فكيف بنا نحن الذي حضارتنا الهية اسلامية
اما اصالتنا نحن فنقول:"من كان له امرأة تؤذيه، لم يقبلِ الله صلاتها ولا حسنةً من عملها، حتى تعينه وترضيه وان صامت الدهر".
واما ديننا نحن، في مقابل ممارسة الغرب، فيقول:"ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمّه، وسعيدةٌ سعيدةٌ امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه، وتطيعه في جميع احواله".
بيتك "دُويلة اسلامية"
عزيزتي، ذكّرَكِ الله جل جلاله بعظمته، وملأ قلبك هيبته.
رعاكِ الله برعايته، وكرّمك في آخرته.
تعلمين ان منتهى عملنا وكلّ ما نقوم به، هدفه تحكيم شريعة الله في الارض.
واذا كنا محرومين من ذلك حتى الآن، فعلى الاقل ان نقيم هذه "الدولة" ونحكّم هذه الشريعة في منزلنا.
تذكرين كيف نحن في بيوتنا؟
هكذا ينبغي ان تكوني، في الظاهر والباطن، في كل ركن او زاوية في المنزل... او قرار او عمل، ينبغي ان يكون الاسلام حاضراً، ومنه الانطلاق:
فصَلاتكِ اول الوقت، وقيامك فجراً هو الاصل، وتهجّد الليل ان لم يدرك كله فلا يترك كله، والخروج من المنزل لا يكون قبل وقت الصلاة بقليل الا اذا كنتِ تقصدين من يمكن اقامة الصلاة عندهم، والتماثيل والمجسّمات لا مكان لها في المنزل مطلقاً، واثاث المنزل عادي وبسيط من دون تكلف ولا تصنّع، فلا هو مبتذل يثير الشفقة، ولا هو مقصد للفرجة والتعجب، ولا فيه تشبه بأثاث الملوك والجبابرة المسمى "style" في زماننا هذا، والذي ينسب لفراعنة القرون الوسطى Louis 15 – Louis 16، نعوذ بالله تعالى، فليسوا قدوةً لنا ولا نتشبه بهم.
المهم، ان المظهر والجوهر، والعادة واللياقة، وما يجري في المنزل مع الاهل والضيوف، والفصل قدر المستطاع بين جلسة الرجال وجلسة النساء، وما يعلّق على الحائط او يزيّن به المنزل او يشترى... وما يلفَظ من كلمات مع الاطفال والآخرين... وكل ما يجري في المنزل يجب ان يكون اسلامياً محضاً خالصاً لا شوائب فيه.
نور عيني.
ان لم نطبّق الاسلام في منازلنا، فأين يا ترى نطبّقه؟
انت قدوة لأولادك
عزيزتي، ذكّرَكِ الله سبحانه بجلال مقامه وكمال انعامه.
جلّلك الله بالعفّة وزينّك بالطهارة.
المدرسة الاولى التي يتعلم فيها اولادك، والاكثر تأثيراً على سلوكهم ونظرتهم للدنيا... والمدرسة الاخيرة لهم، هي: انتِ.
فأوّل ما تتفتّح اعينهم واسماعهم عليكِ، فهم مقلدوك في سائر امورهم... ويبقى اثر فعلِكِ عليهم وان كبِروا، وان اصبحوا آباءً وامّهات.
لذلك، احرصي على ان لا يرونَ منكِ الا جميلاً، ولا يشاهدون الا طيباً، ولا يسمعون الا حسناً، ولا تتعاملي معهم الا بأدب واحترام بالغَيْن، ان كانوا صغاراً او اصبحوا كباراً.
اولادك، اكبادك تمشي على الارض، واكثر.
بل هم بضعة منك، بل تحاسبين عليهم في الدنيا ان كان صيتهم حسناً او سيئاً، وتسألين عنهم في الآخرة ايضاً.
لا تستمعي كثيراً لمن يقول: اولادك تتعاملين معهم كأصدقاء، فهذا من جملة الاقوال والامثال التي انتشرت بيننا دون مراقبة، خاصة في هذا الزمن، زمن التهوّر والتفلّت لمن سمّوهم خطأً بـ"المراهقين" مبررين طيش الاولاد من جهة، واهمال تربية الآباء من جهة اخرى.
اولادك ليسوا اصدقاء لكِ، بل هم... اولادك، ويبقون كذلك، وان كبروا وعملوا وتزوّجوا وانجبوا واصبحوا كهولاً... ولتوضيح ذلك في هذه العجالة اقول لك:
ان أسس وقواعد وآداب وحقوق وطريقة التعامل بين "الاصدقاء" تختلف في كثير من تفاصيلها عن العلاقة بين الآباء والابناء.
فالذين جعلوا اولادهم (وفي سنٍ معينة) اصدقاء، ظنّوا بذلك انهم يحلون مشكلة او يتجنبون معركة او يقربونهم منهم... ولو كانت تربيتهم بالاصل على اساس البرّ، والرحمة، ومعرفة حق الأب والأم... لما وقعت المشكلة اصلاً لنفتّش لها عن حل.
وهذه المسألة "ان يصبح الاولاد اصدقاء" من جملة ما تلقّفناه من الغرب، عن حسن نيّة منّا، وعن تخطيط منه، في اكثر الاحيان، ونحن نظن بفعلنا خيراً، دون ان ندرك ان عقيدة الغرب غير عقيدتنا، ومسلكهم غير مسلكنا، وقيمَهم غير قيمنا، و"شريعتهم" (لا توجد عندهم شريعة اصلاً) غير شريعتنا.
تلقّفنا منهم الكثير من العادات عن طيبة وحسن نيّة، ولو رجعنا لاصالتنا لوجدنا ما عندنا اعظم، وخير وابقى.
الا تذكرين ما يسمى بعيد الأم، وعيد الطفل... واخيراً عيد الجدّ كأنهم يريدون ستر عيوب اهمالهم وتقصيرهم في حقوق بعضهم، فجعلوا يوماً "فولوكلورياً" وكفى، على نمط من يرتكب الذنوب والفواحش والموبقات، ويجعل دقائق "للاعتراف" في كنيسة، لاراحة ضميره، كما يظن... ثم يبدأ بسلسلة جديدة من المفاسد، وهكذا فهل يكفي للأم يوم واحد على مدار السنة، وهل من الصلاح تركيز هذه المظاهر في الاذهان... ام ان تكريمها يكون كلّ يوم وساعة سبحان الله: نستبدل الذي هو ادنى بالذي هو خير.
ومن المآسي ان ما يسمى "عيد الأم" اصبح كغيره من "الاعياد" المخترعة مناسبة خاصة لها طقوسها... وتجارها... واعلاناتها... وحلواها... كأنها مناسبة "بروتوكولية" ثم يذهب كلٌ الى سبيله.
البحث يطول، لكنني احببت توضيح الامر لاهميته، فضربتُ مثلاً.
فأولادك هم اولادك مهما كبروا وصاروا، واينما حلو وارتحلوا.
وانت امهم منذ ان يولدوا، وفي كل مراحل حياتهم... وان مات احدهم في حياتك، فحقّه لا ينتهي، كما انه بموتك حقكِ عليهم لا ينتهي.
ارأيتِ عظمة الاسلام.
*كتاب رسالة إلى إبنتي ,للسيد سامي خضرة.