مودة
﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾1 الكلمة المفتاح الثانية لسعادة الزوجين في القرآن الكريم هي "المودَّة" التي عرَّفها العلامة الطباطبائي "ره" في تفسير الميزان بـ "الحبّ الظاهر أثره في مقام العمل"2.
فالحبُّ عبارة عن الشعور بالميل إلى شيء يرى الإنسان فيه نوعاً من الكمال، كحبّ الابن، حبّ المال، حبّ السلطة، وحبّ الطعام...إلخ.
وقد يتحقق هذا الشعور الداخلي بدون أن يبرز بأي فعل أو تعبير من الإنسان، فحينها يكون حبّاًَ فقط. أما حينما يُترجم هذا الميل من خلال التعبير، بأن يقول المحبّ لمن أحبَّه: "إني أحبّك"، أو من خلال العمل كأن يهديه ما يرمز إلى حبّه، فإنه يسمَّى "مودة".
وحال الحبّ من المودَّة كحال الخشوع من الخضوع، فالخشوع هو نوع تأثُّر نفساني ناتج من العظمة، والخضوع هو تعبير عمليّ عن ذلك الخشوع كالركوع والسجود وما شاكل. وكذلك الحبّ فهو تأثُّر نفساني ناتج من الميل إلى شيء ما، والمودَّة هي تعبير عمليّ عن الحبّ.
واهتمام الإنسان بهذا الميل الذي قد يحتفظ به حيناً، وقد يبرزه حيناً آخر، جعله يكثر من المفردات اللغوية التي تدلُّ عليه، وإن اختلفت في بعض تفاصيل الدلالة، وقد أحصى البعض خمسين مفردة في لغة العرب تدلُّ على الحبّ أو تقارب معناه، نذكر منها عشرين مفردة هي:
11- الغرام
12- الهُيام
13- الولَه
14- الجَوى
15- السُّهد
16- الحنين
17- الوجْد
18- الخِلّة
19- الدَّنَق
20- الشوق
1- المحبة
2- الهوى
3- الشغَف
4- التَّيْم
5- الصَّبْوة
6- الصَّبابة
7- العشق
8- اللَّهْف
9- الفُتون
10- الودّ
وقد أعرضنا عن ذكر بقية الكلمات لأنها - كما هو الحال في بعض الذي مرَّ - ليست مرادفات للحب، بل من موجباته أو لوازمه أو درجاته أو ما شابه. وهذا يتّضح من خلال ما أفاد الثعالبي في فقه اللغة وسرّ العربية بأنّ الهوى أُولى مراتب الحبّ، والشغَف أن يبلغ الحبّ شغاف القلب وهي جِلدةٌ دونه، والتَّيْمُ هو أن يستعبده الحبّ، ومنه رجل متيّم...الخ3.
سبب الحبّ
إن كنت في سلامة وعافية وحريَّة، فطلبتُ منك أن ترفع يدك، فهل تستطيع ذلك؟
الجواب: نعم.
وإن كنت قادراً على التكلّم بدون مانع، فطلبتُ منك أن تقول: "أنا موجود"، فهل تستطيع ذلك؟
الجواب: نعم.
ولكن إن كنت سليم النفس معتدل المزاج، فطلبت منك أن تحبَّ فلاناً، فهل تستطيع أن تفعل ذلك؟
هنا لا تستطيع أن تقول: "نعم" في كل الأحوال، لأنّ الحبَّ ليس أمراً اختيارياً كالحركة والتكلُّم، وإنما هو ميلٌ من النفس لا تُحرِّكه إرادة الإنسان واختياره، بل يحرِّكه شيء آخر هو كمال تدركه فيه، فتحبّه لأجل ذلك الكمال.
من هنا عرَّف الفيض الكاشاني المحبة من الإنسان بـ: "ميل النفس إلى الشيء، لكمال أدركته فيه"4.
إذاً سبب الحبّ هو الكمال الذي ينجذب إليه الإنسان.
أمّا سبب ميل الإنسان إلى الكمال فهو ينبع من الفطرة التي فطره الله تعالى عليها، والتي توجّهه منذ طفولته نحو الكمال، فتراه يحبُّ الكمال ويسعى نحوه ليتكامل في مسيرته.
﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾1 الكلمة المفتاح الثانية لسعادة الزوجين في القرآن الكريم هي "المودَّة" التي عرَّفها العلامة الطباطبائي "ره" في تفسير الميزان بـ "الحبّ الظاهر أثره في مقام العمل"2.
فالحبُّ عبارة عن الشعور بالميل إلى شيء يرى الإنسان فيه نوعاً من الكمال، كحبّ الابن، حبّ المال، حبّ السلطة، وحبّ الطعام...إلخ.
وقد يتحقق هذا الشعور الداخلي بدون أن يبرز بأي فعل أو تعبير من الإنسان، فحينها يكون حبّاًَ فقط. أما حينما يُترجم هذا الميل من خلال التعبير، بأن يقول المحبّ لمن أحبَّه: "إني أحبّك"، أو من خلال العمل كأن يهديه ما يرمز إلى حبّه، فإنه يسمَّى "مودة".
وحال الحبّ من المودَّة كحال الخشوع من الخضوع، فالخشوع هو نوع تأثُّر نفساني ناتج من العظمة، والخضوع هو تعبير عمليّ عن ذلك الخشوع كالركوع والسجود وما شاكل. وكذلك الحبّ فهو تأثُّر نفساني ناتج من الميل إلى شيء ما، والمودَّة هي تعبير عمليّ عن الحبّ.
واهتمام الإنسان بهذا الميل الذي قد يحتفظ به حيناً، وقد يبرزه حيناً آخر، جعله يكثر من المفردات اللغوية التي تدلُّ عليه، وإن اختلفت في بعض تفاصيل الدلالة، وقد أحصى البعض خمسين مفردة في لغة العرب تدلُّ على الحبّ أو تقارب معناه، نذكر منها عشرين مفردة هي:
11- الغرام
12- الهُيام
13- الولَه
14- الجَوى
15- السُّهد
16- الحنين
17- الوجْد
18- الخِلّة
19- الدَّنَق
20- الشوق
1- المحبة
2- الهوى
3- الشغَف
4- التَّيْم
5- الصَّبْوة
6- الصَّبابة
7- العشق
8- اللَّهْف
9- الفُتون
10- الودّ
وقد أعرضنا عن ذكر بقية الكلمات لأنها - كما هو الحال في بعض الذي مرَّ - ليست مرادفات للحب، بل من موجباته أو لوازمه أو درجاته أو ما شابه. وهذا يتّضح من خلال ما أفاد الثعالبي في فقه اللغة وسرّ العربية بأنّ الهوى أُولى مراتب الحبّ، والشغَف أن يبلغ الحبّ شغاف القلب وهي جِلدةٌ دونه، والتَّيْمُ هو أن يستعبده الحبّ، ومنه رجل متيّم...الخ3.
سبب الحبّ
إن كنت في سلامة وعافية وحريَّة، فطلبتُ منك أن ترفع يدك، فهل تستطيع ذلك؟
الجواب: نعم.
وإن كنت قادراً على التكلّم بدون مانع، فطلبتُ منك أن تقول: "أنا موجود"، فهل تستطيع ذلك؟
الجواب: نعم.
ولكن إن كنت سليم النفس معتدل المزاج، فطلبت منك أن تحبَّ فلاناً، فهل تستطيع أن تفعل ذلك؟
هنا لا تستطيع أن تقول: "نعم" في كل الأحوال، لأنّ الحبَّ ليس أمراً اختيارياً كالحركة والتكلُّم، وإنما هو ميلٌ من النفس لا تُحرِّكه إرادة الإنسان واختياره، بل يحرِّكه شيء آخر هو كمال تدركه فيه، فتحبّه لأجل ذلك الكمال.
من هنا عرَّف الفيض الكاشاني المحبة من الإنسان بـ: "ميل النفس إلى الشيء، لكمال أدركته فيه"4.
إذاً سبب الحبّ هو الكمال الذي ينجذب إليه الإنسان.
أمّا سبب ميل الإنسان إلى الكمال فهو ينبع من الفطرة التي فطره الله تعالى عليها، والتي توجّهه منذ طفولته نحو الكمال، فتراه يحبُّ الكمال ويسعى نحوه ليتكامل في مسيرته.