حق أولوية المنزل
المسؤولية العائلية
من الواضح أنّ الزواج يضع كلاًّ من الزوجين أمام مسؤوليات تعود لنجاح وسعادة الحياة الأسرية. وتوزيع هذه المسؤوليات بين الزوجين يخضع لمعرفة مفردات الحاجات الأسرية التي تحتاج لتحمّل تلك المسؤولية.
ومن تلك الحاجات:
المال لأجل تأمين النفقات العائلية اللازمة.
نظافة المنزل وترتيبه.
الطعام والشراب.
اللباس الذي يستدعي المتابعة المستمرة من تنظيف وكَيٍّ وتوضيب.
التجمُّل الجسدي.
الاستشفاء وقايةً وعلاجاً.
وفي حال وجود الأولاد يُزاد عليها
المواكبة الحضانية الدائمة للطفل في مرحلته الأولى بالرضاع والعاطفة والنظافة واللعب و....
المواكبة التربوية والتعليمية للطفل حينما يتهيأ للتعلُّم والتلقي.
فإنه بالإضافة إلى المدرسة بحاجة إلى مواكبة الأهل سواء بمساعدته في دروسه, أو بتوجيهه الأخلاقي والديني, أو بالاهتمام ببيئته سواء في المدرسة أو بين الجيران, أو عبر التلفاز أو الانترنت...وهذه المواكبة ستستمر حتى في المرحلة الأولى من عمر الشباب.
ويمكن تلخيص هذه الحاجات بعناوين ثلاثة:
تأمين المال
تدبير المنزل
تربية الأولاد
ولا يخفى أنّ هذه المهمات الثلاث لا يستطيع أحد الزوجين وحده القيام بها, فكان لا بد من تقسيم المسؤولية بينهما التي يجب أن تراعي أمرين واقعيين:
الأول: الوضع الجسدي والصحي للمرأة, فبنيتها تختلف عن بنية الرجل سواء من ناحية القوة والتحمُّل أو من ناحية عوارض العادة الشهرية أو من ناحية أنها مهد الحمل الذي يطول أشهراً أو من ناحية أنها منبع العطاء والغذاء لطفلها الجديد.
من هنا راعى الإسلام هذا الوضع, وحمّل الرجل مسؤولية تأمين المال والنفقات المادية التي تحتاجها الأسرة.
وقد شجَّع الإسلام الزوج على ذلك من خلال بيان ثواب تأمين النفقة للعيال, فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله" وعنه صلى الله عليه واله: "ما من عبد يكسب ثمَّ ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف". كما ورد عنه صلى الله عليه واله: "من الذنوب لا يكفِّرها إلا الهم بطلب المعيشة".
بل إنّ بعض ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام يدعو إلى تخطيط الزوج لنفقة عياله حتى بعد وفاته بحيث لا يذهب ماله على حساب من كانت تجب عليه نفقتهم حتى لو كانت وجهة المال مُستحبة بذاتها, فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن رجلاً من الأنصار توفي وله صبية صغار وله ستة من الرقيق فأعتقهم عند موته وليس له مال غيرهم, فأُتي النبي صلى الله عليه واله فأُخبر فقال: "ما صنعتم بصاحبكم" ؟ قالوا: دفناه. قال صلى الله عليه واله: "لو علمت ما دفنته مع أهل الإسلام, ترك ولده يتكففون الناس".
الثاني: الحاجة العاطفية للأولاد, فمن الثابت الواضح أنّ الولد -لا سيما في سنواته الأولى- يحتاج إلى العاطفة كحاجته إلى الطعام والشراب, وقد رحم الله الإنسان بأن جعل المرأة من أوائل عمرها مخزناً للعاطفة المتوقِّدة, ولعله لأجل هذا ورد في الحديث النبوي: "من دخل السوق واشترى تحفة, فحملها إلى عياله, كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج, وليبدأ بالإناث قبل الذكور".
وهذه العاطفة المغروسة في المرأة والتي لا مثيل لها عند الرجل هي السبب الأساس في استمرار البشرية, فبسببها تعشق المرأة الحمل, مع ما فيه من التعب والمشقة, ومع ما في الولادة والمخاض من ألم يصعب تحمُّله, ومع ما في الحضانة من جهد وهمّ وحرمان لذة.
لأجل خصوصية هذه العاطفة لدى المرأة, ولحاجة الطفل الماسَّة إليها قدّم الإسلام المرأة على الرجل في حضانة الطفل, وجعل تربيتها له في هذه المرحلة أولى من تربية الأب، لا سيّما مع ما تستدعيه مسؤولية الأب في تأمين النفقة من الخروج من المنزل, وبالتالي فإنّ الأم هي التي تبقى مسؤولة بشكل أساسي عن حضانة الأطفال ورعايتهم.
ومن بديهيّ القول أنّ هذا الكلام لا يُعفي الأب من تحمُّل مسؤولياته في تربية الأبناء, وإنما يُراد منه بيان أهمية دور المرأة وأولويته على الرجل في التغذية العاطفية الضرورية لمستقبل الأبناء.
المسؤولية العائلية
من الواضح أنّ الزواج يضع كلاًّ من الزوجين أمام مسؤوليات تعود لنجاح وسعادة الحياة الأسرية. وتوزيع هذه المسؤوليات بين الزوجين يخضع لمعرفة مفردات الحاجات الأسرية التي تحتاج لتحمّل تلك المسؤولية.
ومن تلك الحاجات:
المال لأجل تأمين النفقات العائلية اللازمة.
نظافة المنزل وترتيبه.
الطعام والشراب.
اللباس الذي يستدعي المتابعة المستمرة من تنظيف وكَيٍّ وتوضيب.
التجمُّل الجسدي.
الاستشفاء وقايةً وعلاجاً.
وفي حال وجود الأولاد يُزاد عليها
المواكبة الحضانية الدائمة للطفل في مرحلته الأولى بالرضاع والعاطفة والنظافة واللعب و....
المواكبة التربوية والتعليمية للطفل حينما يتهيأ للتعلُّم والتلقي.
فإنه بالإضافة إلى المدرسة بحاجة إلى مواكبة الأهل سواء بمساعدته في دروسه, أو بتوجيهه الأخلاقي والديني, أو بالاهتمام ببيئته سواء في المدرسة أو بين الجيران, أو عبر التلفاز أو الانترنت...وهذه المواكبة ستستمر حتى في المرحلة الأولى من عمر الشباب.
ويمكن تلخيص هذه الحاجات بعناوين ثلاثة:
تأمين المال
تدبير المنزل
تربية الأولاد
ولا يخفى أنّ هذه المهمات الثلاث لا يستطيع أحد الزوجين وحده القيام بها, فكان لا بد من تقسيم المسؤولية بينهما التي يجب أن تراعي أمرين واقعيين:
الأول: الوضع الجسدي والصحي للمرأة, فبنيتها تختلف عن بنية الرجل سواء من ناحية القوة والتحمُّل أو من ناحية عوارض العادة الشهرية أو من ناحية أنها مهد الحمل الذي يطول أشهراً أو من ناحية أنها منبع العطاء والغذاء لطفلها الجديد.
من هنا راعى الإسلام هذا الوضع, وحمّل الرجل مسؤولية تأمين المال والنفقات المادية التي تحتاجها الأسرة.
وقد شجَّع الإسلام الزوج على ذلك من خلال بيان ثواب تأمين النفقة للعيال, فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: "الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله" وعنه صلى الله عليه واله: "ما من عبد يكسب ثمَّ ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف". كما ورد عنه صلى الله عليه واله: "من الذنوب لا يكفِّرها إلا الهم بطلب المعيشة".
بل إنّ بعض ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام يدعو إلى تخطيط الزوج لنفقة عياله حتى بعد وفاته بحيث لا يذهب ماله على حساب من كانت تجب عليه نفقتهم حتى لو كانت وجهة المال مُستحبة بذاتها, فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن رجلاً من الأنصار توفي وله صبية صغار وله ستة من الرقيق فأعتقهم عند موته وليس له مال غيرهم, فأُتي النبي صلى الله عليه واله فأُخبر فقال: "ما صنعتم بصاحبكم" ؟ قالوا: دفناه. قال صلى الله عليه واله: "لو علمت ما دفنته مع أهل الإسلام, ترك ولده يتكففون الناس".
الثاني: الحاجة العاطفية للأولاد, فمن الثابت الواضح أنّ الولد -لا سيما في سنواته الأولى- يحتاج إلى العاطفة كحاجته إلى الطعام والشراب, وقد رحم الله الإنسان بأن جعل المرأة من أوائل عمرها مخزناً للعاطفة المتوقِّدة, ولعله لأجل هذا ورد في الحديث النبوي: "من دخل السوق واشترى تحفة, فحملها إلى عياله, كان كحامل صدقة إلى قومٍ محاويج, وليبدأ بالإناث قبل الذكور".
وهذه العاطفة المغروسة في المرأة والتي لا مثيل لها عند الرجل هي السبب الأساس في استمرار البشرية, فبسببها تعشق المرأة الحمل, مع ما فيه من التعب والمشقة, ومع ما في الولادة والمخاض من ألم يصعب تحمُّله, ومع ما في الحضانة من جهد وهمّ وحرمان لذة.
لأجل خصوصية هذه العاطفة لدى المرأة, ولحاجة الطفل الماسَّة إليها قدّم الإسلام المرأة على الرجل في حضانة الطفل, وجعل تربيتها له في هذه المرحلة أولى من تربية الأب، لا سيّما مع ما تستدعيه مسؤولية الأب في تأمين النفقة من الخروج من المنزل, وبالتالي فإنّ الأم هي التي تبقى مسؤولة بشكل أساسي عن حضانة الأطفال ورعايتهم.
ومن بديهيّ القول أنّ هذا الكلام لا يُعفي الأب من تحمُّل مسؤولياته في تربية الأبناء, وإنما يُراد منه بيان أهمية دور المرأة وأولويته على الرجل في التغذية العاطفية الضرورية لمستقبل الأبناء.