حبيب بن مظاهر الأسديّ
كان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مقيماً في الكوفة، وكان من أتباع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أثناء خلافته، ومن خواصّ أصحابه، وشارك معه في كلّ حروبه1.
وكان حبيب من كبار وجهاء الكوفة وأحد الذين كتبوا للإمام الحسين عليه السلام يدعونه إليهم2.
وعندما ورد مسلم بن عقيل سفير الحسين عليه السلام إلى الكوفة ونزل في منزل المختار التفّ حوله الشيعة3، وكان حبيب أحد الذين تكلّموا معلناً وقوفه إلى جانب الحسين عليه السلام والدفاع عنه.
وقد شارك حبيب مع مسلم بن عوسجة في أخذ البيعة من أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام، ولكن بعدما ورد ابن زياد إلى مدينة الكوفة وتفرّق الناس عن سفير الإمام عليه السلام تخفّى هذان الرجلان ومن ثمّ التحقا بالإمام الحسين عليه السلام.
ولمّا رأى حبيب قلّة أنصار الإمام في كربلاء مقابل الجيش العظيم للأعداء استجاز الإمام عليه السلام في الذهاب إلى بني قومه من بني أسد لطلب النصرة لأبي عبد الله، فأجازه الحسين عليه السلام، فتوجّه نحوهم وتكلّم معهم، فصمّم البعض منهم على الالتحاق بهم، ولكن أخبارهم وصلت عبر بعض العيون إلى جيش ابن سعد الذي أرسل فرقة من جيشه إلى مضارب القوم ووقع النزاع والخلاف بينهم، ومَنعوا تلك العدّة من الالتحاق بالحسين عليه السلام، فرجع حبيب وحيداً وتوجّه نحو خيمة الإمام ليخبره بما جرى4.
وفي يوم عاشوراء استلم حبيب قيادة الميسرة في جيش الإمام، وكان على الميمنة زهير بن القين5.
وعندما سقط صاحبه القديم مسلم بن عوسجة على الأرض توجّه حبيب برفقة الإمام عليه السلام ووقفا عند رأسه، فقال له حبيب: "عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة".
فقال له مسلم وهو يشير إلى الإمام عليه السلام: بشّرك الله... فإنّي أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام فقاتل دونه حتّى تموت.
فقال له حبيب: وربّ الكعبة، لأنعمنّك عيناً6.
ولمّا طلب أبو عبد الله عليه السلام من القوم المهلة لأداء صلاة الظهر، قال له الحصين بن تميم: إنّها لا تقبل.
فلم يسكت حبيب على وقاحته وجرأته فقال له:
"زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقبل منك يا..." فحمل عليه الحصين وخرج إليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشبّ فسقط عنه الحصين فاستنقذه أصحابه، وقاتل حبيب قتالاً شديداً7، فقتل رجلاً من بني تميم اسمه بديل بن صريم، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه، فذهب ليقوم فضربه الحصين على رأسه بالسيف فوقع على الأرض شهيداً8.
وذهب البعض إلى أنّ بديل بن صريم 9هو من قتل حبيب بن مظاهر... ولمّا استشهد حبيب هدّ مقتله الحسين عليه السلام وتأسّف عليه لِما له من المكانة والمنزلة عنده فقال سلام الله عليه:"عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي "10.
وكان له من العمر عند شهادته خمسة وسبعون عاماً.
1- الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ص155.
2- الإرشاد، ج2، ص37؛ تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص261.
3- الإرشاد، ج2، ص41.
4- تسلية المجالس، ج2، ص260؛ إبصار العين، ص103.
5- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص319؛ الأخبار الطوال، ص256.
6- الإرشاد، ج2، ص103؛ اللهوف، ص162.
7- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص70.
8- إبصار العين، ص105 و 106.
9- الخوارزميّ، مقتل الحسين، ج2، ص22.
10- تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص336.
منتديات @المخرج علي العذاري
كان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مقيماً في الكوفة، وكان من أتباع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أثناء خلافته، ومن خواصّ أصحابه، وشارك معه في كلّ حروبه1.
وكان حبيب من كبار وجهاء الكوفة وأحد الذين كتبوا للإمام الحسين عليه السلام يدعونه إليهم2.
وعندما ورد مسلم بن عقيل سفير الحسين عليه السلام إلى الكوفة ونزل في منزل المختار التفّ حوله الشيعة3، وكان حبيب أحد الذين تكلّموا معلناً وقوفه إلى جانب الحسين عليه السلام والدفاع عنه.
وقد شارك حبيب مع مسلم بن عوسجة في أخذ البيعة من أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام، ولكن بعدما ورد ابن زياد إلى مدينة الكوفة وتفرّق الناس عن سفير الإمام عليه السلام تخفّى هذان الرجلان ومن ثمّ التحقا بالإمام الحسين عليه السلام.
ولمّا رأى حبيب قلّة أنصار الإمام في كربلاء مقابل الجيش العظيم للأعداء استجاز الإمام عليه السلام في الذهاب إلى بني قومه من بني أسد لطلب النصرة لأبي عبد الله، فأجازه الحسين عليه السلام، فتوجّه نحوهم وتكلّم معهم، فصمّم البعض منهم على الالتحاق بهم، ولكن أخبارهم وصلت عبر بعض العيون إلى جيش ابن سعد الذي أرسل فرقة من جيشه إلى مضارب القوم ووقع النزاع والخلاف بينهم، ومَنعوا تلك العدّة من الالتحاق بالحسين عليه السلام، فرجع حبيب وحيداً وتوجّه نحو خيمة الإمام ليخبره بما جرى4.
وفي يوم عاشوراء استلم حبيب قيادة الميسرة في جيش الإمام، وكان على الميمنة زهير بن القين5.
وعندما سقط صاحبه القديم مسلم بن عوسجة على الأرض توجّه حبيب برفقة الإمام عليه السلام ووقفا عند رأسه، فقال له حبيب: "عزّ عليّ مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنّة".
فقال له مسلم وهو يشير إلى الإمام عليه السلام: بشّرك الله... فإنّي أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين عليه السلام فقاتل دونه حتّى تموت.
فقال له حبيب: وربّ الكعبة، لأنعمنّك عيناً6.
ولمّا طلب أبو عبد الله عليه السلام من القوم المهلة لأداء صلاة الظهر، قال له الحصين بن تميم: إنّها لا تقبل.
فلم يسكت حبيب على وقاحته وجرأته فقال له:
"زعمت أن لا تقبل الصلاة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقبل منك يا..." فحمل عليه الحصين وخرج إليه حبيب فضرب وجه فرسه بالسيف فشبّ فسقط عنه الحصين فاستنقذه أصحابه، وقاتل حبيب قتالاً شديداً7، فقتل رجلاً من بني تميم اسمه بديل بن صريم، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه، فذهب ليقوم فضربه الحصين على رأسه بالسيف فوقع على الأرض شهيداً8.
وذهب البعض إلى أنّ بديل بن صريم 9هو من قتل حبيب بن مظاهر... ولمّا استشهد حبيب هدّ مقتله الحسين عليه السلام وتأسّف عليه لِما له من المكانة والمنزلة عنده فقال سلام الله عليه:"عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي "10.
وكان له من العمر عند شهادته خمسة وسبعون عاماً.
1- الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، ص155.
2- الإرشاد، ج2، ص37؛ تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص261.
3- الإرشاد، ج2، ص41.
4- تسلية المجالس، ج2، ص260؛ إبصار العين، ص103.
5- تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص319؛ الأخبار الطوال، ص256.
6- الإرشاد، ج2، ص103؛ اللهوف، ص162.
7- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص70.
8- إبصار العين، ص105 و 106.
9- الخوارزميّ، مقتل الحسين، ج2، ص22.
10- تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص336.
منتديات @المخرج علي العذاري