خطبة النبي صلى الله عليه واله في تزويج ابنته الزهراء عليها السلام
عندما طلب أمير المؤمنين عليه السلام يد السيدة فاطمة عليها السلام من أبيها النبي الأعظم صلى الله عليه واله ورد أنه صلى الله عليه واله قال للإمام علي عليه السلام : "أخرج يا أبا الحسن إلى المسجد، فإني خارج في أثرك، ومزوِّجك بحضرة الناس وذاكر من فضلك ما تقربه عينك".
وبعدما احتشد الناس، في المسجد الشريف قام رسول الله صلى الله عليه واله وقال: الحمد لله الذي رفع السماء فبناه، وبسط الأرض فدحاها1، وأثبتها بالجبال فأرساه، وأخرج منها ماءها ومرعاه، الذي تعاظم عن صفات الواصفين، وتجلَّل عن تحبير لغات الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب الظالمين، وجعلني رحمة للمؤمنين، ونقمة على الكافرين.
عباد الله إنكم في دار أملٍ، بين حياةٍ وأجلٍ، وصِحّةٍ وعللٍ، دار زوالٍ، وتقَلُّبِ أحوالٍ، جُعِلت سبباً للارتحال، فرحم الله امَرأً قصّر من أمله، وجدَّ في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوتِهِ، فَقَدّمه ليوم فاقته، يومٌ تُحشر فيه الأموات، وتخشع فيه الأصوات، وتُنكر الأولاد والأمهات و ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى﴾2 ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾3، ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾4 ، ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾5، ليوم تبطلُ فيه الأنساب، وتُقطع الأسبابُ، ويشتدُّ فيه على المجرمين الحساب، ويُدفعون إلى العذاب، فمن زُحزح عن النار واُدخل الجنّة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور6.
أيها الناس إنما الأنبياء حجج الله في أرضه، الناطقون بكتابه، العاملون بوحيه، وإن الله عز وجل أمرني أن أزوِّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي: عليّ بن أبي طالب، والله عزّ شأنه قد زوّجهُ بها في السماء، بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك".
*كتاب دليل العروسين1-الشيخ أكرم بركات
1- دحاها: أي بسطه، ودحو الأرض أي بسطها من تحت الكعبة (مجمع البحرين، ج1، ص580 ).
2- الحج، : 2.
3- النور، : 25.
4- آل عمران، :30.
5- الزلزلة، الآيتان: 7،3.
6- الغرور: أي الخداع الذي لا حقيقة له وهو التاع الردىء.
عندما طلب أمير المؤمنين عليه السلام يد السيدة فاطمة عليها السلام من أبيها النبي الأعظم صلى الله عليه واله ورد أنه صلى الله عليه واله قال للإمام علي عليه السلام : "أخرج يا أبا الحسن إلى المسجد، فإني خارج في أثرك، ومزوِّجك بحضرة الناس وذاكر من فضلك ما تقربه عينك".
وبعدما احتشد الناس، في المسجد الشريف قام رسول الله صلى الله عليه واله وقال: الحمد لله الذي رفع السماء فبناه، وبسط الأرض فدحاها1، وأثبتها بالجبال فأرساه، وأخرج منها ماءها ومرعاه، الذي تعاظم عن صفات الواصفين، وتجلَّل عن تحبير لغات الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين، والنار عقاب الظالمين، وجعلني رحمة للمؤمنين، ونقمة على الكافرين.
عباد الله إنكم في دار أملٍ، بين حياةٍ وأجلٍ، وصِحّةٍ وعللٍ، دار زوالٍ، وتقَلُّبِ أحوالٍ، جُعِلت سبباً للارتحال، فرحم الله امَرأً قصّر من أمله، وجدَّ في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوتِهِ، فَقَدّمه ليوم فاقته، يومٌ تُحشر فيه الأموات، وتخشع فيه الأصوات، وتُنكر الأولاد والأمهات و ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى﴾2 ﴿يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ﴾3، ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾4 ، ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾5، ليوم تبطلُ فيه الأنساب، وتُقطع الأسبابُ، ويشتدُّ فيه على المجرمين الحساب، ويُدفعون إلى العذاب، فمن زُحزح عن النار واُدخل الجنّة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور6.
أيها الناس إنما الأنبياء حجج الله في أرضه، الناطقون بكتابه، العاملون بوحيه، وإن الله عز وجل أمرني أن أزوِّج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي: عليّ بن أبي طالب، والله عزّ شأنه قد زوّجهُ بها في السماء، بشهادة الملائكة، وأمرني أن أزوجه في الأرض وأشهدكم على ذلك".
*كتاب دليل العروسين1-الشيخ أكرم بركات
1- دحاها: أي بسطه، ودحو الأرض أي بسطها من تحت الكعبة (مجمع البحرين، ج1، ص580 ).
2- الحج، : 2.
3- النور، : 25.
4- آل عمران، :30.
5- الزلزلة، الآيتان: 7،3.
6- الغرور: أي الخداع الذي لا حقيقة له وهو التاع الردىء.