ولادة النبي إبراهيم(ع) وكسر الأصنام وحال أبيه وما جرى له مع فرعون
قال الله سبحانه ﴿أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ أي لم ينته علمك الذي حاج إبراهيم أي خاصمه وهو نمرود بن كنعان وهو أول من تجبر وادعى الربوبية وهذه المحاجة.
روي عن الصادق عليه السلام: أنها بعد إلقائه في النار.
و قوله ﴿أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ﴾ أي محاجته ومخاصمته مع إبراهيم طغيان وبغيا باعتبار الملك الذي آتاه الله والملك هنا عبارة عن نعيم الدني وهو بهذا المعنى يجوز أن يعطيه الله الكافر والمؤمن وأما الملك بمعنى تمليك الأمر والنهي وتدبير أمور الناس وإيجاب الطاعة على الخلق فلا يجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلى الصلاح والسداد والرشاد ولا يكون إلا للنبي وأهل بيته الطاهرين العالمين بما يحتاج إليه الأمة من أول أمرها إلى آخرها.
و قد ذكرت في بعض مؤلفاتي مباحثة مع بعض علماء العامة قلت له الشيطان يأمر بكل منكر وينهى عن كل معروف قال نعم قلت الإمام يجب أن يكون نقيضا للشيطان يأمر بما ينهى عنه الشيطان وينهى عما يأمر به الشيطان فقال نوافق على هذا القول فقلت وهذا لا يكون إلا إذا كان الإمام عالما بجميع الأوامر والنواهي الإلهية وإلا كان الشيطان أعلم منه ولم يكن على طرف نقيض مع الشيطان ومن ادعيتم لهم الإمامة ليسوا على هذه الصفة بالإجماع على ما تواتر من قول الثاني كل الناس أفقه مني حتى المخدرات في الحجاب وقول الأول عند أغاليطه إن لي شيطانا يعتريني إذا زغت فقوموني وإذا ملت فسددوني وأما الثالث فحاله في الجهل أوضح من أن يذكر فعلى هذا الملك الذي وثبوا عليه وتقمصوه لم يكن ملك آتاهم الله حتى أوجب على الناس طاعتهم مع أنه لو كان الأمر كذلك يلزم الحرج على المكلفين لأن الأول في زمن خلافة ذهب إلى مذاهب وفتاوى في الأحكام لم يذهب إليها الثاني وعمل بضدها فكيف يجب متابعة الرجلين مع ما بينهما من التضاد والخلاف في الأقوال والأفعال ؟
و روي في تفسير قوله تعالى ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ﴾ أنه: قال رجل للصادق عليه السلام ملك بني أمية أ هو من الله تعالى فقال عليه السلام إنه ملك لنا من الله ولكن بنو أمية وثبوا عليه وغصبوه منا كمن كان له ثوب فجاء رجل فغصبه منه ولبسه فبلبسه له لم يصر ملكا له ولا ثوبه.
و المراد بالملك هنا هو معناه الثاني وأما الملك بمعناه الأول فلا مانع من تمكين الله سبحانه لهم منه كما أعطى ملوك الكفار والسلاطين الظالمين وكانوا من الفريقين.
و قوله الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ المراد بالإماتة هنا إخراج الروح من بدن الحي من غير جرح ولا نقص بنية ولا إحداث فعل يتصل بالبدن من جهته وهذا خارج عن قدرة البشر.
و قوله ﴿أَنَا أُحْيِي﴾ بالتخلية من الحبس ﴿وَأُمِيتُ﴾ بالقتل وهذا جهل منه لأنه اعتمد في المعارضة على العبارة فقط دون المعنى عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت والموت للحي على سبيل الاختراع الذي ينفرد سبحانه به ولا يقدر عليه سواه ﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾ أي تحير عن الانقطاع بما بان له من ظهور الحجة فإن قيل فهلا قال له نمرود فليأت بها ربك من المغرب.
قيل إنه لما رأى الآيات علم أنه لو اقترح ذلك لأتي به تصديقا لإبراهيم فكان يزداد بذلك فضيحة على أن الله سبحانه خذله ولطف لإبراهيم ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ بالمعونة على بلوغ البغية من الفساد. عن ابن عباس أن الله سبحانه سلط على نمرود بعوضة فعضت شفته فأهوى إليها ليأخذها فطارت في منخره فذهب ليستخرجها فطارت في دماغه فعذبه الله بها أربعين ليلة ثم أهلكه.
منتديات @المخرج علي العذاري
قال الله سبحانه ﴿أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ أي لم ينته علمك الذي حاج إبراهيم أي خاصمه وهو نمرود بن كنعان وهو أول من تجبر وادعى الربوبية وهذه المحاجة.
روي عن الصادق عليه السلام: أنها بعد إلقائه في النار.
و قوله ﴿أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ﴾ أي محاجته ومخاصمته مع إبراهيم طغيان وبغيا باعتبار الملك الذي آتاه الله والملك هنا عبارة عن نعيم الدني وهو بهذا المعنى يجوز أن يعطيه الله الكافر والمؤمن وأما الملك بمعنى تمليك الأمر والنهي وتدبير أمور الناس وإيجاب الطاعة على الخلق فلا يجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلى الصلاح والسداد والرشاد ولا يكون إلا للنبي وأهل بيته الطاهرين العالمين بما يحتاج إليه الأمة من أول أمرها إلى آخرها.
و قد ذكرت في بعض مؤلفاتي مباحثة مع بعض علماء العامة قلت له الشيطان يأمر بكل منكر وينهى عن كل معروف قال نعم قلت الإمام يجب أن يكون نقيضا للشيطان يأمر بما ينهى عنه الشيطان وينهى عما يأمر به الشيطان فقال نوافق على هذا القول فقلت وهذا لا يكون إلا إذا كان الإمام عالما بجميع الأوامر والنواهي الإلهية وإلا كان الشيطان أعلم منه ولم يكن على طرف نقيض مع الشيطان ومن ادعيتم لهم الإمامة ليسوا على هذه الصفة بالإجماع على ما تواتر من قول الثاني كل الناس أفقه مني حتى المخدرات في الحجاب وقول الأول عند أغاليطه إن لي شيطانا يعتريني إذا زغت فقوموني وإذا ملت فسددوني وأما الثالث فحاله في الجهل أوضح من أن يذكر فعلى هذا الملك الذي وثبوا عليه وتقمصوه لم يكن ملك آتاهم الله حتى أوجب على الناس طاعتهم مع أنه لو كان الأمر كذلك يلزم الحرج على المكلفين لأن الأول في زمن خلافة ذهب إلى مذاهب وفتاوى في الأحكام لم يذهب إليها الثاني وعمل بضدها فكيف يجب متابعة الرجلين مع ما بينهما من التضاد والخلاف في الأقوال والأفعال ؟
و روي في تفسير قوله تعالى ﴿تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ﴾ أنه: قال رجل للصادق عليه السلام ملك بني أمية أ هو من الله تعالى فقال عليه السلام إنه ملك لنا من الله ولكن بنو أمية وثبوا عليه وغصبوه منا كمن كان له ثوب فجاء رجل فغصبه منه ولبسه فبلبسه له لم يصر ملكا له ولا ثوبه.
و المراد بالملك هنا هو معناه الثاني وأما الملك بمعناه الأول فلا مانع من تمكين الله سبحانه لهم منه كما أعطى ملوك الكفار والسلاطين الظالمين وكانوا من الفريقين.
و قوله الَّذِي يُحْيِي ويُمِيتُ المراد بالإماتة هنا إخراج الروح من بدن الحي من غير جرح ولا نقص بنية ولا إحداث فعل يتصل بالبدن من جهته وهذا خارج عن قدرة البشر.
و قوله ﴿أَنَا أُحْيِي﴾ بالتخلية من الحبس ﴿وَأُمِيتُ﴾ بالقتل وهذا جهل منه لأنه اعتمد في المعارضة على العبارة فقط دون المعنى عادلا عن وجه الحجة بفعل الحياة للميت والموت للحي على سبيل الاختراع الذي ينفرد سبحانه به ولا يقدر عليه سواه ﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾ أي تحير عن الانقطاع بما بان له من ظهور الحجة فإن قيل فهلا قال له نمرود فليأت بها ربك من المغرب.
قيل إنه لما رأى الآيات علم أنه لو اقترح ذلك لأتي به تصديقا لإبراهيم فكان يزداد بذلك فضيحة على أن الله سبحانه خذله ولطف لإبراهيم ﴿واللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ بالمعونة على بلوغ البغية من الفساد. عن ابن عباس أن الله سبحانه سلط على نمرود بعوضة فعضت شفته فأهوى إليها ليأخذها فطارت في منخره فذهب ليستخرجها فطارت في دماغه فعذبه الله بها أربعين ليلة ثم أهلكه.
منتديات @المخرج علي العذاري